عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2019

نحو سلطة الجنرالات - برئیل تسفي
ھآرتس
رؤساء الاركان الثلاثة السابقون یریدون ادارة الدولة. كل واحد منھم وجمیعھم معا یوجد لھم حل كامل لـ ”مشكلة غزة“. ویمكن التخمین أنھم ایضا صاغوا حل للتھدید الایراني والنزاع الاسرائیلي الفلسطیني. صوتھم واحد: استخدام القوة والردع. واذا كانت حاجة تصفیات مركزة وبعد ذلك سنرى. بعد كل شيء ھم یفھمون في الامن، فقط في الامن. ھم، فقط ھم، یعرفون القدرة الحقیقیة للجیش الاسرائیلي، التي عنھا نشر الجنرال اسحق بریك وثیقة تمزق استعداد الجیش الاسرائیلي إربا، والتي تفاخر بھا رئیس الاركان غادي آیزنكوت. كل واحد منھم خبیر في الملف الشخصي لزمیلھ وشریكھ في الحزب ویعرف نقاط ضعفھ ومواقفھ الحقیقیة، لیس التي تعرض الآن بتفاخر في الدوائر المحلیة.
اذا حدثت معجزة ونجح حزب ازرق ابیض في اسقاط نتنیاھو، فإن اسرائیل ستدار من قبل مجلس عسكري ربما یعرف كیف وبكم یجب تقلیص میزانیة الامن وكم ھو عدد الغواصات وطائرات اف 35 التي تحتاجھا اسرائیل حقا وھل یجب تجنید الاصولیین للجیش، ولكن للجمھور لن تكون قدرة على الانتقاد والفحص. یمكن فقط تخیل ضائقة رئیس الاركان الذي تم تعیینھ، افیف كوخافي، عندما سیضطر الى مواجھة سلفھ في النقاشات حول میزانیة الامن، وحول بناء القوة وادارة الحرب ضد حماس أو النضال ضد الانتفاضة التي ربما تندلع في الضفة. الثلاثة یعرفون جیدا ما یجب فعلھ. اذا أراد كوخافي طرح موقف مناقض أو احتجاجي على السیاسة العسكریة یجب علیھ أن یحفر لنفسھ حفرة للاختباء فیھا.
في الحقیقة لا توجد محبة بین اعضاء الثلاثي العسكري، لكن انتظروا حتى یحتاجون الى توحید صفوفھم امام رئیس الاركان من اجل الحفاظ على سلامة الحزب واستقرار وجودھم السیاسي.
فجأة سیصبحون رفاق السلاح الاكثر قربا. امام ھؤلاء الخبراء الثلاثة لن یكون احتمال لرئیس الاركان ورئیس الموساد أو رئیس الشباك. شبكة التوازن والكوابح التي كانت موجودة بین نتنیاھو وبین رؤساء المؤسسة الامنیة ھي السور الواقي الذي صد الھجوم على ایران، واضطرت رئیس الحكومة الى تسویة في غزة حتى قبل تحول التسویة الى رھینة لدى الحملة الانتخابیة. من یستطیع أن یواجھ أو ینتقد سیاسة أمن وقع علیھا ثلاثة رؤساء اركان؟ حتى ولا رئیس الاركان الحالي.
في خطاب وداعھ حذر الرئیس دویت آیزنھاور من التداعیات الخطیرة لما اطلق علیھ ”المجمع العسكري – الصناعي“. یجب علینا أن نقف بالمرصاد لامتلاك التأثیر، سواء عن قصد أو بدون قصد، في أیدي الاتحاد العسكري – الصناعي. الامكانیة الكامنة في نمو كارثي لقوة غیر مناسبة قائمة، وستواصل وجودھا. محظور علینا السماح لقوة ھذا المجمع أن تعرض للخطر حریتنا أو العملیات الدیمقراطیة. ھذا التحذیر یسري ایضا في اسرائیل بأضعاف، لأنھ ھنا سیقوم رسمیا مجمع عسكري – سیاسي یطمح الى ادارة الدولة. انتخاب رؤساء اركان سابقین لوظائف رئیسیة یعتبر في اسرائیل كخطوة مفھومة الى درجة أنھا توفر الثقة والامان، وھي بریئة من الفساد والتلاعب وتجسد النموذج الاسرائیلي. لم لا؟ ”قیم الجیش الاسرائیلي“ اصبحت متماھیة مع قیم الشعب الیھودي والصھیونیة. الایمان بأن الجیش الاسرائیلي ھو الجیش الاكثر اخلاقیة في العالم ھو جزء من الدیانة الیھودیة.
عندما نفحص استقرار الانظمة في الدول العربیة دائما یطرح سؤال ”ھل الجیش یدعم النظام والرئیس“. في اسرائیل الجیش سیكون ھو النظام بنفسھ. صحیح، ربما لیس ھناك خیار سوى انتخاب حزب ازرق ابیض لأن سلطة الجنرالات تبدو في ھذه الاثناء أنھا الطریقة الوحیدة لاستبدال زعیم متعفن. ولكن ھذا اختیار یضمن نوم مؤرق.