عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2019

من المسؤول؟.. الآثار والبيوت التراثية في وسط البلد تصارع الإهمال وغياب الاهتمام..؟

 

عمان- الدستور-  محمود كريشان - نعلم تماما ان تاريخ المدن يرتبط بتراثها العمراني وهو الشاهد على عراقة المدينة يروي تاريخها من خلال المعالم التراثية الخالدة في العواصم والمدن وهو ما يدفع الدول المتحضرة الى حماية المخزون العمراني القديم وصيانته والحفاظ عليه كشاهد على التاريخ الجميل. وهنا.. نكتب من جملة القهر ونحن نتمعن بإغفاءة طويلة، لأحد أهم معالم عمان القديمة وقد استمرت هذه الإغفاءة عشرات السنين من دون أن يوقظها أحد من سباتها، ولا تلامسها أدوات المرممين لتستفز ذاكرة الأحجار وتدخل من اوسع بوابات التلف الذي تسبب به الإهمال وعوامل الزمن، وتخلي الجهات المعنية عن مهام الحفاظ على الإرث المعماري للمدينة. إننا أمام احد اقدم البيوت في وسط البلد تم تشييده قبل نحو 100 عام يصرخ الان لإنقاذ ما يمكن انقاذه من واقع قاتم، نظرا للخطورة التي تلحق به جراء الإهمال الذي افرز ارتالا من القمامة، لتكون شاهدا على مصير مؤلم يصارعه هذا المعلم التراثي العماني، بعد ان كان في عام 1922 مقرا لاول جريدة في الاردن وكانت تحمل اسم «الاردن»، وكان يملكها شخص لبناني الاصل اسمه خليل نصر، بمحاذاة مسجد التلهوني بالقرب من قصر العدل القديم «الجنايات» على مشارف شارع السلط «شارع الملك حسين».
وللأسف.. فإن مثل هذه البيوت التراثية العمانية العريقة، ستبقى مهجورة واسيرة الاهمال والتجاهل المستفز!.. فبدلا من ان تصبح شواخص مكملة للخزين العمراني لتزيد من رونق المشهد الحضاري، تصبح مناطق مهمشة وخرائب آيلة للسقوط والاندثار.. لنتوقف بحزن امام عدم اكتراث من يهمه رعاية وحماية التراث العمراني في عمان، ليبقى الإهمال سيد الموقف والمشهد المؤسف يمثل أمامنا..!
«سبيل الحوريات».. استغاثات موءودة
.. أبدا لن نرضى ان يبقى هذا المعلم الأثري والسياحي الهام، في شارع قريش وسط البلد، اسيرا للإهمال المستفز، والتجاهل الرسمي غير المبرر من كافة الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة السياحة صاحبة الولاية على كافة المواقع الأثرية في المملكة.
ننظر بعين الأسى ما يعيشه «سبيل الحوريات» من اهمال صارخ، وغياب طويل لفرق الترميم المزعومة والتي لم تلامس معداتها حجارة السبيل منذ فترات طويلة؛ ما اسهم في تردي احوال هذا المعلم الأثري في قلب العاصمة، والذي هو احدى المحطات الرئيسة للمجموعات السياحية التي تحرص على زيارة السبيل، وربما تصاب بالدهشة جراء ما يعيشه من اوضاع مأساوية واهمال لافت..!
وعلى صلة وقهر ووجع.. من تقوده خطاه نحو هذا السبيل سيرى بام عينه كيف تحولت جنباته الى مستقر لعربات باعة الخضار، محاطا بأرتال القمامة القادمة من محال بيع الدجاج واللحوم المجاورة ومن اسواق الخضار المواجهة لهذا المعلم السياحي البارز.
.. وإلى ان يُصغي من يهمه الأمر لصرخات سبيل الحوريات واستغاثاته الموءودة، سيبقى الحال على ما هو عليه، بكل ما في الملف من اهمال وتقاعس الجهات المعنية عن القيام بجزء من واجباته والاعمال المنوطة بها..!