عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2019

التنمیة الاقتصادیة لا تعني القیادة الفلسطینیة - البروفیسور ایال زیسر
إسرائیل ھیوم
 
عشیة انعقاد المؤتمر الاقتصادي في البحرین في منتصف الاسبوع نشرت الادارة الامیركیة القسم
الاقتصادي من خطتھا للسلام وفي مركزھا تأسیس صندوق استثمارات دولي للاستثمار بنحو 50
ملیار دولار لتنمیة الاقتصاد الفلسطیني. نصف الاستثمار في یھودا والسامرة وقطاع غزة، والنصف الاخر في مشاریع اقتصادیة في الدول العربیة المجاورة وعلى رأسھا مصر والاردن.
بین المشاریع التي ذكرت كانت كثیرة معروفة من الماضي مثل شق خط قطار وطریق یربط بین غزة والضفة وكذا اقامة مشاریع صناعیة كتلك التي احرقھا وخربھا الفلسطینیون عند اندلاع العنف الذي شھدتھ المنطقة في اثناء العقود الاخیرة.
غیر أن الشیطان یوجد في التفاصیل. وبالفعل، فان فحصا دقیقا للخطة الاقتصادیة التي عرضھا الامیركیون تظھر تساؤلات وشكوك بالنسبة لقدرة التنفیذ. ھكذا مثلا لیس واضحا على الاطلاق من
أین سیأتي المال. فمع ان الامیركیین یأملون بان تساھم دول الخلیج بید سخیة بالدولارات اللازمة
للخطة، ولكن ھذه الدول معروفة كمن تسارع الى التعھد والتبرع باموالھا سواء من اجل الفلسطینیین ام من اجل مسائل اقلیمیة اخرى، ولكنھا لا تلتزم بشكل عام بتعھداتھا وتستثمر عملیات الملیارات التي وعدت بھا.
في كل الاحوال، لا یدور الحدیث عن استثمار لمرة واحدة مبلغ 50 ملیار دولار، بل یوزع المبلغ على مدى عقد من الزمن. المعنى ھو 5 ملیار دولار في كل سنة، مبلغ اصغر بكثیر حتى ھو لیس مؤكدا على الاطلاق ان یتمكن الامیركیون من تجنیده.
فضلا عن ذلك، یجدر بنا ان نذكر ونذكر بان القسم الاقتصادي من الخطة لا یقف بحد ذاتھ بل یتعلق تعلقا مطلقا بالقدرة على تحقیق تقدم سیاسي. واضح إذن انھ طالما لا یسود استقرار امني وطالما تواصل حماس التحكم بقطاع غزة، فان القدرة على التقدم في مشاریع اقتصادیة في واقع من العنف والارھاب، محدودة او حتى تقترب من الصفر.
ولكن ھذه التفاصیل على أي حال لا تعني الفلسطینیین. فقد صمم الفلسطینیون منذ الان على أن
یقولوا لا للخطة الامیركیة وفي واقع الامر لكل جھد عربي او دولي یسعى لان یدفع الى الامام بالاستقرار او حتى بتسویة اسرائیلیة فلسطینیة. من ناحیة الفلسطینیین فان الحل الوحید الممكن ھو أن تفرض الاسرة الدولیة كامل مطالبھم على اسرائیل.
وفضلا عن ذلك، فان سلوك الفلسطینیین على مدى السنین یدل على ان الاستقرار او حتى التنمیة
الاقتصادیة لا توجد على رأس سلم اولویاتھم ویبدو حتى أن استمرار الوضع القائم الذي یتمیز بعدم
الاستقرار وبالسیر على شفا الھوة یخدم بشكل افضل اھدافھم السیاسیة والوطنیة.
ان الادارة الامیركیة ملیئة بالنوایا الطیبة ولكنھا ھي ایضا تفھم بان النزاع بین اسرائیل والفلسطینیین في النھایة لیس نزاعا عقاریا یمكن حلھ ببضعة دولارات ولا حتى بخمسین ملیار دولار.