سوشيال ميديا
ياسر ابوهلالة
مقال سمدار بيري محررة الشؤون العربية لموقع واي نت ويديعوت أحرونوت "السلام مع الأردن في خطر"يعكس موقفا معاديا يتشكل في الدوائر الاسرائيلية ضد الأردن، وهو ما يؤثر على علاقاته بالولايات المتحدة الأميركية الحليف الاستراتيجي للأردن، سياسيا وعسكريا واقتصاديا. بقدر ما يعبر عن مخاوف إسرائيل من التحولات في الموقف الأردني على وقع الحرب في غزة.
بالمحصلة يدرك الاسرائيليون ان العبث مع الأردن ليس مزحة، في بلد يمتلك أطول حدود مع الكيان تمتد 400 كيلو يوازيها 500 كيلو حدود شمالية شرقية مع العراق وسورية تخضع لهمينة الحرس الثوري الإيراني.
فوق ذلك، دولة مستقرة نظاما وجيشا ومؤسسات منذ قرن، قادرة على قلب الطاولة، في وقت تعجز إسرائيل عن حماية 40 كيلو مع غزة المحاصرة . في بلد تجمع قواه السياسية مولاة ومعارضة على دعم القضية الفلسطينية.
في تحليلها تقول "لم يعد من الممكن تجاهل تصريحات الملك عبد الله والملكة رانيا ووزير الخارجية الأردني ضد إسرائيل. ويأتي الغضب بشأن حرب غزة على الرغم من أن المملكة لن تذرف دمعة إذا تمت الإطاحة بحكم حماس في قطاع غزة."
وتنقل الكاتبة عن أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين الأسبوع الماضي: "فقط خطوة صغيرة، صغيرة جدًا، تفصلنا الآن عن التدهور الخطير في العلاقات مع الأردن وانقطاعها التام". "لم يخف الملك عبد الله أبدا ما يعتقده عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. أضف الآن غزة".
الكاتبة تعرف الأردن وهي أول صحفية إسرائيلية قابلت الملك الراحل الحسين بعد معاهدة السلام توضح كلام المسؤول "لم تنطق كلماته من فراغ. أعضاء مجموعة إسرائيلية من كبار المسؤولين السابقين والحاليين، الذين يجتمعون عادة خلف الكواليس مع نظرائهم الأردنيين، رفعوا أيديهم هذا الأسبوع في حالة من اليأس. بدأ الأمر بمقابلة الملكة رانيا مع كريستيان أمانبور على قناة سي إن إن، نفت فيها المجازر والاغتصاب والقتل التي وقعت في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. كما لم تعلق الملكة رانيا أي أهمية على سوء معاملة أو اختطاف النساء المسنات واختطافهن. أطفال. وفضلت التركيز فقط على بؤس الأطفال في غزة وأمهاتهم."
وتقدم سردا بشكل بناء حالة ضد الأردن "
وبعد أسبوع، وبعد أن تعرضت المقابلة لانتقادات شديدة من الجانب الإسرائيلي، تمت مقابلتها مرة أخرى على قناة سي إن إن. هذه المرة لم تعد تدعي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "لا يقول الحقيقة"، لكنها تجاهلت بشكل واضح الرواية الإسرائيلية، مفضلة التحدث مرة أخرى عن المخاطر المحدقة بسكان غزة فقط. وذلك على الرغم من أن حركة حماس كانت محظورة بموجب القانون الأردني منذ سنوات وتم طرد قادتها من الأردن."
تواصل سردها :"بعد الملكة رانيا، جاء دور الملك عبد الله لانتقاد إسرائيل، خاصة في مقال نشره نهاية هذا الأسبوع في صحيفة واشنطن بوست. والآن، أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الذي لم يكن أبداً محباً لإسرائيل، في مؤتمر في البحرين أن الأردن يلغي اتفاقاً يزود بموجبه إسرائيل بالطاقة الشمسية مقابل المياه المحلاة من إسرائيل. ليس من الواضح بعد كيف سيتدبر الأمر الأردنيون من دون المياه: ربما ستتحرك سوريا، أو دول الخليج العربي. وأضاف الصفدي أن "حركة حماس فكرة لا يمكن محوها بالتلويح باليد".
وتضيف :"زعم الصفدي نهاية الأسبوع أن اتفاق السلام الإسرائيلي مع الأردن "ليس أكثر من وثيقة يمكن وضعها في الدرج ويتراكم عليها الغبار". وفي الوقت نفسه، أعلنت حكومته أنها ستبني ثلاثة مستشفيات ميدانية لعلاج الفلسطينيين من غزة في الضفة الغربية. وقد بدأ البناء بالفعل في نابلس، ومن المقرر إنشاء مبنيين آخرين في جنين وأريحا.
في هذه الأثناء، قطعت مجموعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الاتصالات مع نظرائهم في الأردن.
وبعد الملك والملكة ووزير الخارجية تواصل الهجوم على ولي العهد.
وتخلص في مقالها إلى إنه سيتم القضاء على حماس "الأردن، مثل مصر، لن تذرف دمعة."
حسنا إذا كانت الأمور بنظر بيري محسومة بهذا الشكل فما الذي يقلقها من الأردن ؟ ما يقلق إن القضية الفلسطينية ظلت قضية أردنية داخلية منذ تأسست الدولة قبل دولة العدوان بربع قرن . وأن الأردنيين لم يتخلوا عن القضية الفلسطينية يوما ولن يتخلوا، مهما بلغت جرائم العدوان.
عندما توحد الأردن مع الضفة في 1950 نص قرار الوحدة أنها تتمسك بالحقوق العربية بفلسطين، وعندما فك الملك الحسين الارتباط أكد أن ذلك لا يعني التخلي عن الحقوق العربية. قرار عودة اللاجئين حق أردني تماما كما هو فلسطيني وهو قرار دولي وليس قرارا أردنيا وهو يخص كل لاجئ، لا يتخلى عنه فردا ولن تتخلى عنه الدولة. تمسك الأردن بهذا الحق وغيره، في القدس والحدود و .. هو ما يقلق أما الدموع فلا يبذلها من بذلوا غزير الدماء على ثرى القدس، وضحوا بعزيز النفوس.
على إسرائيل أن تقلق من الأردن، وهذا ما يطمئن الأردنيين
ياسرأبوهلالة.