قلمنا الثقافي - د. مهند غازي الزامل
الدستور- فمصطلح «الثقافة» أصيلٌ.. وشديدُ الخصوصية، ومِن ثمّ غير قابلٍ للترجمة بلفظٍ مُقابل! كما أنّ العربية نفسها – لسانُ الثقافة ولغتها – لا يمكنها التعويض عنها بأيّة مُفردة أخرى.
إنّه مصطلح « الثقافة « تكمُنُ فيه وتتكامل مِن خلاله مجموعة كبيرة من الفِعال والمقاصِد والقواعد الفكرية... هو مصطلحٌ يجمعُ بين العطاء والخيريّة، ويمتاز بالشمول والامتداد بحيثُ يستظِلُّ بدلالاته كُلّ قولٍ أو فِعلٍ أو موقف.. ونحن – في هذه الآونة – نقابل حالة من التوالد الاصطلاحي الغريب، لا سِيّما فيما يتصل بالفكر الثقافي أو الدعوة الثقافية؛ وهي اصطلاحات توَلدُ في مناخٍ فِكْرِيٍّ وأخلاقيّ متأثر بالبدائع والمستحدثات من الإطار والقيم...
إنّ ساحة المواجهة أمام «قلمنا الثقافي» اليوم، متشبعة، ومتفاوتة الوضوح والخفاء...فهي تواجُه التّحدي الثقافي الغربي المباشر؛ والمتمثّلُ في التّدفقِ الفكري والقيمي والفنّي والأدبي والإعلامي الذي يَشِدُّ العقول، ويخطِفُ الأبصار... ويبقى أملُ هذا « القلم «، وأمل صاحبه؛ أن تصلَ الكلمات إلى عقولِ المثقفين وقلوبهم، وخاصة؛ الشباب منهم.
فمنهم الذين يُناطُ بهم نقلَ هذه الكلمات مِن جَفافِ الأوراق، إلى خصوبة الواقع وحيويته وفاعليته، وبقَدْرِ ما يبذلون في ذلك من جُهْدٍ وإخلاص، بقَدْرِ ما يُحققون « لقلمنا الثقافي» نَصْرَهُ المؤزّر. وثمرته المباركة.
فالثقافة في المفهوم الفكري، والفعل الاجتماعي، ليست قيمة معرفية محضة؛ وإنّما هي قيمة أخلاقية، تُعنى بتكوين الإنسان بشموليّة أبعاده الفكرية والروحية والجسمانية.
ومن ثمّ... كان تصحيح مفهوم «الثقافة» كمصطلح وإبراز قيمته ورسالته، هو المدخل الأساسي لانطلاقة «قلمنا الثقافي» في دفعِ وتنمية حركيّة المجتمع وفعاليّته باتّجاه النهضة المرتجاة.