عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2025

الإمارات الفلسطينية السبع *سائد كراجة

 الغد

في سفر التثنية، كان رب التوراة واضحا في قوله: الأرض التي ستدخل إليها – أرض كنعان – ستجد فيها سبع شعوب، منهم الكنعانيون والآراميون، عليك بطردهم، «ولا تقطع معهم عهدا، ولا ترأف بهم».
 
 
على وقع هذا النص التوراتي، يأتي اقتراح المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار بإنشاء سبعة كيانات فلسطينية، كيانات عشائرية أو مدينية حول المدن الرئيسية مثل الخليل ونابلس وغيرها، تُدار بواسطة «العشائر والعائلات» المسيطرة في تلك المدن، دون أي حقوق سياسية وتحت سيطرة وإدارة إسرائيل.
 
رغم أن الحركة الصهيونية بدأت على نهج العلمانية «الاشتراكية»، إلا أنها منذ البدايات عقدت حلفا براغماتيا، جعلت فيه الدين سلاحا في خدمة الحلم الصهيوني بإنشاء دولة إسرائيل.
بن غوريون، من مؤسسي دولة الاحتلال الاوائل، وافق على الاعتراف للمتدينين بعطلة السبت وإعفائهم من الخدمة العسكرية لأنهم - في اعتقادهم - يخدمون التوراة، والتوراة هي التي تحمي إسرائيل، وليس الجيش. في المقابل، كان المتدينون ينظرون إلى العلمانيين على أنهم «الحمار» - وهذا مصطلحهم حرفيا - الذين يحققون نبوءات التوراة دون أن يعلموا بذلك!
أسوق هذا الكلام المعروف عن العلاقة بين الصهيونية الدينية والعلمانية لأذكر بعمق وحقيقة التفكير السلفي الذي يسيطر على تاريخ دولة الكيان، وعندما قامت الدنيا ولم تقعد على سلفية المسلمين التي تجلت - للأسف - في داعش، كان هذا الحلف الأنجلو-أميركي يمد السلفية الجهادية الصهيونية، المتمثلة بدولة الكيان، بالمال والسلاح، ويدعوها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»!
العجب العجاب أن النظام العربي حارب وقاوم وسجن السلفية الجهادية الإسلامية المتطرفة، وهذا حق، ولكنه يعتقد بسذاجة سياسية أنه قادر على إقامة حلف سياسي للسلام مع السلفية الجهادية الإرهابية الصهيونية. لقد استطاعت السلفية الصهيونية الدينية استخدام الصهيونية العلمانية واستغلتها بنجاح مذهل للوصول إلى عهد الإرهابي بيبي النتنياهوي، الذي لا يقل عن الزرقاوي سلفية وإرهابا في شيء. وهو يقود جيشا ذا عقيدة دينية سلفية متطرفة إرهابية، ينفذ جرائم إبادة جماعية، بموافقة علنية ومبطنة من العالم الغربي والعربي والإسلامي، تصل  بصمتها حد المشاركة في تلك الجرائم.
التونسي العظيم الدكتور فوزي بدوي، صاحب مشروع حمله على اكتافه عقودا، مشروع يهدف لفهم وتحليل الذهنية الصهيوينة فيما سماه الاستهواد، يقول: إن آخر عهد العرب بفهم اليهود توقف في القرن السادس الهجري، وهم في ذهن العرب منذ ذاك الوقت بنو قريظة وبنو قينقاع، الذين حاربوا النبي وتآمروا عليه! صحّ النوم! أنتم اليوم تواجهون دولة سلفية متطرفة إرهابية، تقوم على مقولات دينية، ستأكل الأخضر واليابس، ولن يشفع لكم أنكم تجنحون للسلم، ولا أنكم تتشبثون بالإبراهيمية المزيفة. هم مأمورون ألّا يقطعوا معكم عهدًا، ولن يرأفوا بكم.. فكلمات ربَّ التوراة واضحة، جنابكم.