عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2024

بعد اعترافات فاوتشي.. هل كانت الإجراءات الوقائية من "كورونا" خداعا؟

 الغد-حنان بشارات

 عقب الاعترفات الصادمة التي أدلى بها مدير معهد الأمراض الأميركي أنتوني فاوتشي، أمام هيئة الكونغرس، والتي صرح فيها بأن إجراءات "التباعد الاجتماعي" خلال جائحة كورونا لم تكن تستند إلى دراسات علمية، تساءل الكثيرون حول ما إذا كانت منظومة الإجراءات الوقائية الخاصة بالجائحة التي أربكت العالم كله، محض خدعة؟ وإذا كانت كذلك فما الأهداف الخفية من ورائها؟
 
وفي المقابل، ورغم اعترافات فاوتشي التي وصفها بأنها جاءت "من بنات أفكاره"، غير أن رئيس المركز الوطني لمكافخة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي يرى أن "التباعد الاجتماعي" إجراء صائب، ويحد من انتشار الفيروسات.
 
فيما يكشف استشاري الأمراض التنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني عن أن ما ينشره مركز الأمراض الأميركية من إعلانات، أحيانا، يكون لأغراض تجارية واقتصادية، وهو المركز الذي تستند إليه منظمة الصحة العالمية في دراساته وإعلاناته.
وكان أنتوني فاوتشي، أدلى بتصريحات ومعلومات عن جائحة كورونا صدمت العالم، حيث كشفت شهادة فاوتشي أمام الكونغرس الأميركي مطلع العام الحالي، أن "وضع قاعدة التباعد الاجتماعي التي يبلغ طولها 6 أقدام وإجراءات أخرى لحماية الأميركيين من فيروس كورونا، جاءت دون أسس علمية".
من جهته قال البلبيسي: "لا نعلم إذا ما كانت التصريحات المنسوبة إلى فاوتشي صحيحة، لكن هذا لن يغير من الواقع شيئا"، مستشهدا بتعليمات الحد من انتشار الطاعون في أزمنة سابقة، والتي كانت توصي بعدم خروح الأشخاص من المناطق الموبوءة إلى مناطق أخرى.
وقال: "لا توجد فعلا دراسات حول إذا ما كان التباعد مسافة مترين أو متر ونصف مجديا، لكن أمراض الرشح والإنفلونزا تنتقل عبر التقارب بين الأشخاص، والتباعد الاجتماعي يحد من انتشارها".
وشدد على أنه "بالرغم من حديث فاوتشي، إلا أن الأردن سيأخذ التصريحات والمعلومات التي ينشرها المعهد الأميركي على محمل الجد في حال انتشار وباء جديد لا سمح الله، لأن المركز الأميركي هو المعتمد لمنظمة الصحة العالمية".
بدوره، أشار العناني إلى أنه "كلما كان هناك تقارب زاد انتشار المرض"، مردفا بالقول إن التباعد يخفف من حدة انتشار المرض ولكن لا يمنعه.
وأضاف: "نحن ننظر إلى القضايا التي تأتي عبر المراكز الأميركية إلى أنها تكون عادة بهدف تجاري"، مشيرا إلى أحد المضادات الحيوية الأميركي الذي انتشر خلال جائحة كورونا ولم تثبت له أي فعالية، وفقا لدراسات أجريت حوله.
وبين أن المراكز الأميركية توظف الدعاية الإعلامية والإعلانية في الإطار الصحي، وانتشر معظمها خلال فترة الجائحة حيث تم استغلالها بشكل كبير.
فيما يؤكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، أهمية التباعد الاجتماعي في منع نقل الأمراض المعدية التنفسية سريعة الانتشار لمنع وصول حبات الرذاذ الخارجة من الجهاز التنفسي، وخصوصا الصغيرة جدا منها، التي تكون محملة بالفيروسات، وذلك لمنع وصولها إلى الجهاز التنفسي العلوي للشخص السليم، وهذا إجراء متبع في منع انتقال العدوى التنفسية بشكل عام، ولا يخص فيروسا دون غيره. 
ورأى الطراونة أن الحد من تواصل الشخص المصاب أثناء فتره العدوى مع الأصحاء هو أمر في غاية الأهمية، لمنع تحول المرض إلى فاشية ومن ثم إلى جائحة، معربا عن اعتقاده أن الجائحة أو الوباء القادم سيكون تنفسيا، وهو ما أسمته منظمة الصحة العالمية "الوباء إكس".
وكان نشر أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي النص الكامل لمقابلتهم مع الطبيب الأشهر قبل أيام قليلة من شهادته العامة المرتقبة، كونهم يخططون لاستجوابه مجددا بشأن قيود فيروس كورونا التي فرضها، والتي اعترف بأنها لم تفعل الكثير لإبطاء انتشار الفيروس، وفقا لصحيفة "ديلي ميل".
وفي حديثه إلى المحامي نيابة عن اللجنة الفرعية المختارة المعنية بجائحة فيروس كورونا في مجلس النواب في وقت سابق من هذا العام، أخبر فاوتشي الجمهوريين أن قاعدة التباعد الاجتماعي التي يبلغ طولها ستة أقدام "ظهرت فجأة، وأنه لا يتذكر كيف طفت، أي أنها لم تكن مبنية على دراسات وأساسات علمية.
كما أضاف أنه لم يكن على علم أو اطلاع على دراسات تدعم التباعد الاجتماعي، معترفا بأن مثل هذه الدراسات "سيكون من الصعب جدا" القيام بها.
كما أبلغ فاوتشي مستشار اللجنة أنه "لا يتذكر قراءة أي شيء يدعم أن ارتداء الأطفال للكمامات أو حتى غيابهم عن المدارس من شأنه أن يمنع فيروس كورونا".
ولعل تلك الشهادات أعادت للأذهان الإجراءات الاحترازية التي فرضتها دول برمتها بوصفها كفيلة بالتخلص من فيروس كورونا المستجد، متناسية أثرها على الجوانب الأخرى.
يذكر أنه كان تم توثيق فقدان التعلم لدى الأطفال والنكسات الاجتماعية بسبب إجراءات كورونا، حيث وصفت إحدى الدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة (NIH) تأثير استخدام الأقنعة على معرفة الطلاب بالقراءة والكتابة والتعلم بأنه "سلبي للغاية".
ووجدت دراسة أخرى للمعاهد الوطنية للصحة أن تأثيرات التباعد الاجتماعي تسببت في "الاكتئاب والقلق العام والتوتر الحاد والأفكار المتطفلة".
كذلك خصصت لجنة الفيروسات التاجية أشهرا لاكتشاف أصول الفيروس الذي قلب حياة الكثيرين رأسا على عقب وأدى إلى وفاة 6 ملايين شخص على مستوى العالم، وكثيرا ما كان فاوتشي يتنازع مع الجمهوريين بشأن تفويضات الأقنعة واللقاحات.
وكان الجمهوريون في الكونغرس توعدوا بفتح تحقيقات موسعة حول خبير الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي إذا استعادوا السيطرة على مجلس النواب أو مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي، وفقاً لما قاله السيناتور الجمهوري راند بول قبل أشهر.