عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2020

منقطعون

 

هآرتس
 
أسرة التحرير
 
ما قاله أول من أمس الوزير بلا وزارة وبلا خجل تساحي هنغبي في برنامج “اوفيرا وباركوفيتش” (كيشت) يعبر بشكل أصيل عن انقطاع الحكومة. فقد قال: “هذه الترهات بأن ليس لدى الناس ما يأكلونه هي خرطة”. وحدها القطيعة المطلقة عن الجمهور يمكنها ان تشرح تصريحا مدحوضا بهذا القدر من حيث الحقائق ولا أبالي تجاه الازمة الاقتصادية والخوف الوجودي لدى مئات آلاف المواطنين. هنغبي اعتذر ولكن انعدام الوعي المطلق وحده يمكنه ان يشرح مثل هذا “الخطأ”.
بعد شهرين من تبجح نتنياهو في أن “إنجازات إسرائيل في مكافحة الكورونا تشكل نموذجا لدول كثيرة”، وان “زعماء في دول الاتحاد الأوروبي طلبوا التعلم منا”، تواجه إسرائيل موجة ثانية وتلعب دور النجم في قائمة الدول الحمراء التي حظر على مواطنيها الدخول الى الاتحاد الاوروبي. لقد تم تشديد التعليمات أول من أمس ويحتمل أن تكون اسرائيل في الطريق إلى إغلاق اضافي.
يعد هذا فشلا فضائحا. فقد عرضت إدارة أزمة كورونا كايجاد للتوازن الصحيح بين الاحتياجات الصحية والاحتياجات الاقتصادية. وصحيح حتى اليوم، فان إسرائيل تراوح في المكان في الجبهتين. فاعتداد نتنياهو بعد انجازات الموجة الأولى تسلل الى الاسفل. اعيد فتح الاقتصاد بشكل غير منضبط، وبلا منطق منظم، والتعليمات الصحية بقيت مثابة توصية. وبالتوازي، فان الهدوء في تفشي الفيروس لم يستغل لاقامة منظمة مناسبة للعثور على المرضى والمصابين بحيث تمنع سلاسل العدوى.
بدلا من التشديد في ادارة الكفاح ضد الكورونا من خلال جسم مركزي، وتحسين منظومة التحقيقات الوبائية، وتعزيز القوى البشرية وتقصير المدة الزمنية للفحوصات، اتجهت طاقات نتنياهو نحو هذيانات عن الضم وتحريضات جارية ضد جهاز القضاء. بدلا من وضع معالجة الكورونا والازمة الاقتصادية في رأس اهتمامات الحكومة، وتقليص الوزارات الحكومية بتوفير مئات ملايين الشواكل في السنة، لم تقم الحكومة الا بتقسيم الوزارات وافتعال الوزارات.
بدلا من الحرص على مصالح مئات آلاف العاطلين عن العمل، الأعمال التجارية المنهارة، المستقلين عديمي الحماية الاقتصادية، نتنياهو المليونير من قيساريا ومن رحافيا تجرأ على أن يطلب من الدولة أن تتخلى له عن دينه لضريبة الدخل. فهل هنغبي، او رفاقه في الحكومة المنقطعون قالوا عن طلبه انه خرطة؟ مفهوم ان لا. هم أقوياء على الضعفاء.
صحيح أن الحكومة قامت بسبب كورونا، ولكن ليس كي تحرص على مصلحة الجمهور بل كي توفر حماية اقتصادية لاعضائها. هذه حكومة انعدام الخجل الوطني. المعضلة ليست بين الاعتبارات الاقتصادية والاعتبارات الصحية. كلاهما حيوي ويرتبطان الواحد بالاخر على نحو وثيق. على الحكومة أن تنفذ تغييرا راديكاليا في سلم الاولويات، وتركز على ازمة الكورونا وتخصص مقدرات وميزانيات للتصدي لها كما ينبغي.