عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Jun-2022

خبراء تنمويون وقيادات نسائية يناقشون دور المرأة بالتنمية الاجتماعية

 الغد-عزيزة علي

ناقشت مجموعة من الخبراء في التنمية أهمية دور المرأة في نهضة المجتمع، وتطور القوانين والأنظمة الوطنية والتشريعات التي كفلت للمرأة الأردنية حقوقها، والتحديات التي تواجهها في حقل العمل العام والخاص، ودورها في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال المائة عام من عمر الدولة.
جاء ذلك في الندوة التي أقامها منتدى الفكر العربي، أول من أمس، وحاضرت فيها المديرة التنفيذية للجمعية الوطنية لتمكين الأسرة رانيا الحيوك حول “دور المرأة الأردنية في التنمية الاجتماعية وتقدمها في مختلف المجالات من خلال إنجازات المئوية الأولى والرؤية الاستشرافية للمئوية الثانية”.
وشارك في الناقش الذي أداره الأمين العام للمنتدى د.محمد أبو حمَّور، كل من الرئيس الفخري للجمعية الوطنية لتمكين الأسرة والمستشار في التنمية الدولية أنيس طربيه، ورئيسة الاتحاد النسائي الأردني العام د.ميسون تليلان، ورئيسة جمعية “لونها بالأمل” لرعاية أطفال مرضى السرطان وكبار السن غدير حدادين، والمدير العام لمؤسسة آفاق الريادة للتنمية والتدريب طارق العموش، وحضر اللقاء عدد من المهتمين والكتّاب والإعلاميين.
تحدثت الحيوك عن إنجازات الحكومة في دعم النساء الأردنيات من خلال التشريعات والقوانين، ومنها: إدماج النوع الاجتماعي على مستوى السياسات والاستراتيجيات والخدمات والتشريعات وبيئة العمل وآليات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الآليات الوطنية ذات العلاقة بالمرأة مثل اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، وتبني الحكومة الأردنية في عام 2019 خطة لرفع مشاركة المرأة الاقتصادية ضمن مبادرة المشرق للبنك الدولي، والتي تضمنت التزاماً من الأردن بتعزيز بيئة العمل اللائقة للمرأة من خلال مراجعة السياسات والتشريعات والممارسات.
ورأت الحيوك أن الحكومة تعمل مع شركائها من الجهات المانحة والداعمة منذ عام 2019 على تنفيذ الخطة الوطنية للتمكين الاقتصادي للمرأة 2019-2024، والتي تركز على تعزيز البيئة الداعمة للعمل، وزيادة فرص العمل والقيادة للمرأة، وأن التمكين الاقتصادي ما يزال هاجساً للعمل على جميع المستويات لرفع المشاركة الاقتصادية للمرأة وزيادة فرص العمل، في وقت تتزايد فيه نسبة التعليم والتعليم العالي للإناث في الأردن.
وخلصت إلى أن الأردن أطلق عددا من الاستراتيجيات والآليات والخطط لتمكين المرأة وحمايتها ودعمها، ومنها الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي 2018-2020، والتي تهدف لدعم النساء رائدات الأعمال وإدماجهن في الشمول المالي وفق أهداف التنمية المستدامة، وآلية إدماج هذه الأهداف في الأجندات الوطنية ذات العلاقة بتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وإنشاء فريق وطني للحد من العنف الأسري وضد المرأة، وإطلاق الخطة الوطنية للحد من زواج الأطفال، والإصلاح التشريعي من خلال محاولة إزالة التمييز من بعض التشريعات، وإصدار العديد من التشريعات ذات العلاقة بقضايا تمكين المرأة.
من جانبها قالت د.ميسون تليلان: إن المرأة الأردنية تشكل على الدوام أهمية خاصة في المعادلة الوطنية، وأنها شريك فاعل في القطاعات كافة، وأن الوطن يستمد جذوره الإنسانية وتميزه من تميزها وتفردها، مشيرةً إلى دور الاتحاد النسائي الأردني العام في الاهتمام بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص والعمل على تقليص الفجوة في تفعيل دورها المنشود في المجالات كافة.
فيما تحدثت الفنانة غدير حدادين عن تجربة مبادرة “لونها بالأمل” المجتمعية التي أطلقتها عام 2015 كنموذج لقدرة المرأة على التأثير والتغيير في المجتمع، موضحةً بأن أهمية المبادرة تكمن في تشجيع الشباب على العمل التطوعي من أجل تمكينهم للمشاركة في صنع مستقبل أفضل لمجتمعهم وبيئتهم ووطنهم، والاهتمام بدور المرأة في المجالات الثقافية والإبداعية والإنتاجية والعمل الاجتماعي، والإسهام في تعزيز مشاركتها المجتمعية، وخاصة في مجالات الرعاية للأطفال المرضى بالسرطان وذوي الإعاقة ورعاية كبار السن، وإدماج هؤلاء في مجتمعهم.
ومن جانبه أشار طارق العموش إلى أن التغيير الإيجابي الذي تسعى إليه المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، لكونها تشغل دوراً أساسياً في بناء الأسرة ورعايتها، بالإضافة إلى أدوارها في المجتمع المتمثلةِ في الرعاية والدعم، والتعليم، والعمل، مبيناً أهمية تعزيز دور المرأة الاجتماعي ومساندتها بشكل مستمر وتذليل الصعوبات أمامها.
بينما قالت الباحثة نداء الخز، إن النساء العاملات في القطاعات غير المنظمة في الألوية الأكثر احتياجاً والانتهاكات التي يتعرضن لها، مؤكدة ضرورة العمل على نشر الوعي بقانون العمل والتشريعات والأنظمة الخاصة بحقوق العمال. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للقانون الدولي الإنساني مأمون الخصاونة أن الأردن صادق على اتفاقية القانون الدولي الإنساني، والتي تهدف إلى حماية المرأة والأطفال من الانتهاكات خلال النزاعات المسلحة، مبيناً أهمية التوعية الأمنية للنساء ومعرفة حقوقهن وواجباتهن من منظور أمني.
وأشادت رئيسة مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية الأستاذة أحلام الجناحي بالمرأة الأردنية وما وصلت إليه خلال الأعوام الماضية من مشاركة فاعلة في التنمية. وأشارت من جهة أخرى إلى دور جمعية سيدات الأعمال البحرينية باعتبارها أول جمعية خليجية تأسست للاهتمام بجميع القضايا المتعلقة بالمرأة.
وبينت مستشارة المشاريع التنموية والدولية د.أسماء العبدالله اهتمام بعض القطاعات الحكومية والمؤسسات الحكومية بمفاهيم النوع الاجتماعي وإدخالها إلى بيئة العمل من خلال إيجاد أقسام تكافؤ الفرص لتمكين المرأة، وإيجاد سياسات للنوع الاجتماعي، وعمل تدقيق تشاركي للنوع الاجتماعي. وبدوره لفت أنيس طربيه إلى أن نسبة المشاركة الاقتصادية للنساء في الأردن بلغت حوالي 15 %، على الرغم من أن نسبة التعليم العالي للمرأة تجاوزت 50 %، وأن مشاركتها في الاقتصاد من بين أدنى المعدلات في العالم، مبيناً أن من أهم الأسباب وراء ذلك ضعف دعم المرأة للمرأة، والنظر إلى مشاركة المرأة كأرقام وليس لأدوارها، والتحديات والمعوقات الثقافية والاجتماعية.
من جانبه أشار د. محمد أبو حمّور إلى أهمية العمل على الشمول المالي للمرأة والشباب في البنوك، وإيجاد رؤى واستراتيجيات وخطط لتمكينهم في القطاعات كافة وذلك لتحسين النمو الاقتصادي.