عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Dec-2025

مختصون: الرواية الإعلامية الأردنية ناضجة وتتمتع بخطاب إعلامي واحد

  الدستور - نيفين عبد الهادي

 
حالة من العصف الذهني وضع خلال ثلاثة خبراء بالشأن الإعلامي ووزراء الاتصال الحكومي السابقين وهم فيصل الشبول، المهندس صخر دودين، والدكتور مهند المبيضين، واقع "الرواية الإعلامية الأردنية" على طاولة النقاش والبحث مع عدد من الصحفيين والمثقفين والمختصين، من على منبر "منتدى محمد الحموري الثقافي" وذلك ضمن سلسلة "حرب الوعي والرواية" التي يعمل على عقدها، مجمعين على أن الرواية الإعلامية الأردنية ناضجة وتتمتع بخطاب إعلامي واحد، ما يجعل من صورة الأردن مميزة على مستوى دولي.
 
ووضع المتحدثون تجاربهم خلال تواجدهم داخل وزارة الاتصال الحكومي، أو الإعلام، وخلال ممارستهم للصحافة والإعلام، بمكاشفة شفافة وهامة، اعتبرها الحضور نقطة انطلاقة لخطوة متقدمة في صناعة الوعي تجاه التعامل مع المعلومات، والإعلام، سيما هذه التجارب مبنية على مهنية رفيعة المستوى، وخبرات متراكمة، متطرقين لواقع الرواية الإعلامية الأردنية وآلية التوازن بين الإعلام وروايات وسائل التواصل الاجتماعي بصورة يتم خلالها فرض الرواية الصحيحة، معتبرين أن الأمر يحتاج معلومة سريعة في ظل وعي وثقافة المجتمع المحلي وقدرته على معرفة الصح والخطأ.
 
تفاصيل هامة، تطرقت لها ندوة "الرواية الإعلامية الأردنية" التي نظمها مساء أمس منتدى الحموري الثقافي ضمن سلسلة ندواته "حرب الوعي والرواية"، في مبنى المنتدى، تحدث خلالها المهندس صخر دودين وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق، فيصل الشبول وزير الاتصال الحكومي الأسبق، رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور الدكتور منهد المبيضين وزير الاتصال الحكومي الأسبق، وأدار الحوار الزميل دكتور هاني البدري.
 
وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق المهندس صخر دودين قال لا بد أن ندرك أن هناك متطلبات للوعي فلا بد من أن تؤخذ المعلومات من مصادرها، ونصل للفكر وإذاعة الخبر، وكذلك لإدارة الحدث، فلا بد من وجود إدارة سليمة حتى نصل للمعلومة المتكاملة والوعي الصحيح، مبينا أن الرواية الإعلامية أحد أهم أدوات تشكيل الوعي المجتمعي.
 
وبين دودين أن هناك ثلاثة عناصر هامة لتحقيق الرواية الإعلامية الصحيحة، أولها الانتقاء، وثانيها التدريب، وعنصر التأويل، وذلك من خلال كيف نقرأ المشهد وكيف تتناوله الرواية.
 
كما أشار دودين إلى وجود أربعة ملامح لرواية الدولة تتمثل في النبض الوطني، والظروف الإقليمية من حولها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بطبيعة الحال، وعنصر صياغة الرأي العام تجاه القضايا المتعددة، والخطاب الرسمي والخطاب الرقمي الافتراضي، وأثرها في تشكيل الوعي.
 
وشدد دودين على ضرورة ربط الثقافة بالإعلام، فالثقافة تبقى خرساء دون الإعلام، والإعلام يجب أن يرافقه ثقافة حتى نصل للوعي ولرواية إعلامية متكاملة فالثقافة تعدّ البوصلة التي تحدد ما يجب أن تكون عليه وسائل الإعلام.
 
وزير الاتصال الحكومي السابق رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور فيصل الشبول قال لا يوجد ميزان يمكننا أن نفحص حجم ما وصلنا له من رواية إعلامية متكاملة تحديدا في الخطاب الرسمي، لكن ما يجب حسمه بهذا الشأن وأول ما يطرح بهذا الخصوص صورة الأردن بالخارج، هي مميزة، وتجلى ذلك بعد ظروف الربيع العربي، إذ بقي الأردن متميزا وسط أحداث عصفت بالمنطقة، وخطابه ثابتا متزنا، وصورته متزنة بالمنطقة والعالم.
 
وبين الشبول أن الرواية بها راوي ومستمع، والراوي بالاشتراك مع الرأي العام يتحدث عن رأي ويناقشه بوضوح وشفافية، واليوم نحن نتحدث عن نضج مجتمعي الراوي يقدّم خطابه بمهنية، ووضوح، والمستمع بات ناضجا يدرك الصواب من الخطأ، مبينا أن الحديث عن الإنجازات بات الإنجاز يتحدث عن نفسه، فهو متجسد على أرض الواقع بشكل ملموس، وفي هذا الحضور حتما فإن الإنجاز يتحدث عن نفسه.
 
واستذكر الشبول صفحة بريد القرّاء في الصحافة الورقية في وقت سابق، وكان يشرف عليها محررا يعمل على تحريرها ونشرها، كانت من الصفحات الهامة، ومحررها يقوم بعمل يختار بها الصالح من الطالح، ويعدّ مشاركا بحوار عام، وحقيقة تعد هذه الصفحة والعمل على وصولها للقارئ عملا هاما ويساهم في حوار ووعي.
 
ونبّه الشبول إلى أننا في الأردن ليس لدينا إعلاما خارجيا، فنحن لا نملك قدرة مالية للإنفاق عليه، ولذلك انعكاسات إيجابية على روايتنا الإعلامية إذ بقي خطابنا واحدا بالداخل والخارج.
 
وأشار الشبول إلى أن الإعلام الأردني مرّ بمراحل متعددة تطوير على مدى زمن تحققت خطوات سريعة وإيجابية، مستذكرا قرار إلغاء الألقاب في الأخبار، اتخذ بيوم واحد، ليصبح الخبر رشيقا، ولم يعد يُذكر به الألقاب.
 
وتطرق الشبول لموضوع الدراية الإعلامية وأهميتها والتي انتهجها الأردن، وموضوع الناطقين الإعلاميين وتمكينهم وتأهيلهم لتقديم المعلومة، وكذلك تناول ما يقدمه معهد الإعلام الأردني من رصد للشائعات والأكاذيب، لافتا إلى أنه يصدر بمعدّل ثلاثة أخبار كاذبة يوميا، وبطبيعة الحال يصعب الرد على كل خبر رسميا، وذلك يوقع المسؤول بالمحظور.
 
واعترف الشبول في سياق رده على سؤال عدم ظهوره على الإعلام كثيرا خلال توليه منصب الوزير، بأنه كان يضع برنامجا لظهوره، وقال لم أشعر أني مقلا ولكن كنت أضع لظهوري الإعلامي برنامجا موزعا على المحطات التلفزيونية والإذاعات والمواقع الإلكترونية، والإذاعات.
 
بدوره قال وزير الاتصال الحكومي السابق الدكتور مهند المبيضين الوصول لرواية إعلامية متكاملة يجب السرعة بتوفير المعلومة، مستذكرا مرور أكثر من حدث خلال حمله الحقيبة الوزارية كان الحسم بها الظهور على الإعلام وتوفير المعلومات كاملة، لمنع أي جدليات أو اشاعات.
 
وبين أن قضية كانت قد أثيرت خلال وجوده بالحكومة، تخص التعليم، فكان أن أطلقنا منتدى التواصل الحكومي وهو حتى الآن ما يزال ينظم من وزارة الاتصال الحكومي ليكون وسيلة عملية لتوفير المعلومات والتواصل بين المسؤول والإعلام والرأي العام.
 
وشدد المبيضين على أن منع المحظور يكون بأن تكون جزءا من المشهد ويجب أن تقدم المعلومة، وبناء القدرات تحديدا في الإعلام والاستفادة من الخبرات، مسألة تطوير القدرات غاية في الأهمية وكذلك في الجامعات يجب أن يتم تطوير القدرات، وحسم دقة الخطاب وصوابه يكون في سرعة الرد لإغلاق الباب أمام أي إشاعات واكاذيب.