نتنياهو مذبوح .. و «مش مكمّل» - كمال زكارنة
الدستور - حال نتنياهو هذه الفترة التي تسبق الانتخابات الاسرائيلية بأيام قليلة، يشبه كثيرا حال «صوص بلدي» مذبوح غلط ،يركض في جميع الاتجاهات دون تركيز ،ودمه ينزف بغزارة ،يسقط على الارض ثم ينهض وهكذا ،لكنه متيقن من الموت .
اقوى المؤشرات التي تدل على سقوط نتنياهو شبه الاكيد ،فشله في الحصول على اصوات كافية في الكنيست لتركيب كاميرات المراقبة في مراكز الاقتراع ،واقالة جون بولطون بقرار مباشر من الرئيس الامريكي ترامب بسبب ممارسته ضغوطا على الرئيس لاقناعه باعتراف امريكا بضم الاغوار وشمال البحر الميت للكيان المحتل ،والمؤشر الثالث ،المهم ايضا الهبّة العالمية التي انتفضت في وجه نتنياهو عند اعلانه نيته ضم غور الاردن وشمال البحر الميت للاحتلال اذا فاز في الانتخابات الاسبوع الحالي ،والمؤشر الرابع المعارضة الاسرائيلية الداخلية الواسعة جدا لاستمراره في الحكم ولسياساته وسلوكه وقضايا الفساد التي تلاحقه.
وصل الرجل الى قناعة تامة بأن عمره السياسي شارف على الانتهاء ،الا اذا حصلت معجزة ما ،وكل شيء وارد ،لكن المعطيات الموجودة ترجح سقوطه ،وهذا يعني انه سوف ينضم الى سلفه اولمرت الذي ينتظره بفارغ الصبر ليرافقه في زنزانة السجن ،وهذا المصير الحتمي لنتنياهو ،لكن بكل تأكيد سوف يقاومه حتى النهاية ،ولسان حاله يقول الان إما أنا او الطوفان ،ولديه الاستعداد لارتكاب اخطر المغامرات والحماقات لانقاذ نفسه من مصيره المحتوم ،الفشل ومن ثم السجن،رغم انه تجاوز التقاليد الانتخابية في الكيان المحتل،ومارس ابشع انواع القمع والعنف السياسي والعسكري والقانوني ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه .
السباق الدامي الذي يخوضه نتنياهو منافسوه نحو الهدف في الربع الساعة الاخير،يتمثل في تعليق جرائمهم جميعا وارهابهم وفنونهم وابتكاراتهم وابداعاتهم الاجرامية على مذبح الشعب والارض الفلسطينية ،فهم يتسابقون على ارضاء المستوطنين لكسب اصواتهم ،لكن كون نتنياهو في السلطة وصاحب قرار فانه الاقوى في البطش والقمع والاستيلاء على الارض ،وارتكاب مجازر الهدم الجماعي للمباني والمنشآت الفلسطينية ،وسلب منازل الفلسطينيين واهدائها للمستوطنين ،لكن كل هذا لن ينفعه فهو في آخر الخريف.
نتنياهو لن يتردد في غضون الساعات القادمة، في الاقدام على اي فعل يعتقد بأنه يمكن ان يساعده بالفوز في الانتخابات ،وقد يفاجئ الجميع بقرار ضم او اعلان سيادة على اجزاء من الارض الفلسطينية المحتلة ،او اغتيال قيادات فلسطينية او لبنانية ،وربما توجيه ضربات غير مسبوقة لمواقع عسكرية سورية وايرانية وحزب الله في سوريا او لبنان ،ولن يفوّت اي فرصة يراها سانحة لكسب المزيد من الاصوات لتعزيز وضعه الانتخابي.
نتنياهو اختزل المشهد الانتخابي الاسرائيلي بشخصه ،وكل ما يعني العالم والداخل الاسرائيلي فوزه او فشله ،اما النتائج الاخرى فلا تكتسب ذات الاهمية ،مقارنة بنتيجة نتنياهو التي يترقبها كل متابع ومهتم بمنطقة الشرق الاوسط.