يقدم معرض سوفكس في نسخته الثالثة عشرة، دليلاً مادياً ملموساً على أن باستطاعتنا أن نكون بلداً منجزاً متميزاً، عندما تتوفر للرؤى الملكية روافع تجسد هذه الرؤى في حقائق مادية ملموسة، مثلما حدث مع سوفكس الذي ولد قبل ربع قرن رؤية ملكية احتضنتها القوات المسلحة الأردنية،بما عرف عنها من مؤسسية تراكم الإنجاز،فلا يهدم القادم مابناه سلفه، بل يبني عليه، ويضيف إلى الإنجاز إنجازاً آخر، فيعلو البناء، ويؤتي الزرع أكله ناضجاً طيباً.

 

سوفكس قصة نجاح أردنية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ان على صعيد القدرة على الاستمرار رغم كل التحديات والظروف، وان على صعيد التنظيم وتميزه، وان على صعيد المشاركة وتوسعها المضطرد نوعا وكما.

 

نجاح «سوفكس» هو نجاح للمثابرة والإصرار، ونجاح في تحقيق الأهداف على تنوعها. ويكفي أن سوفكس هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم، والوحيد من نوعه في الإقليم، وهذا يعني حضوراً أردنياً متميزاً في الساحة الدولية، وهذا يعني أيضا رافداً اخر من روافد الدور الدبلوماسي الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية، بالإضافة إلى دورها الملموس والمتميز في قوات حفظ السلام الدولية في أكثر من بقعة من بقاع الأرض، ناهيك عن الدور الذي تلعبه معاهدها وكلياتها في تدريب وتأهيل ضباط الكثير من الدول، فكل هذه روافد للدور الدبلوماسي للجيش الع?بي بقيادة قائده الأعلى،وهو دور يعزز مكانة وحضور بلدنا على الساحة الدولية، ويخدم قضايانا الوطنية والقومية.

 

غير الدور الدبلوماسي لسوفكس فإن له دورا علميا من خلال تشجيع الأردنيين على الاختراع أو تطوير المخترعات، خاصة في مجالات التصنيع العسكري والدفاعي، وفي مجال الذكاء الاصطناعي،وكذلك في مجال الأمن السيبراني، ومن أبرز الأدلة على هذا الدور ما يقوم به المركز الأردني للتصميم والتطوير «جودبي» الذي صار علامة مميزة في مجاله.

 

الدور الآخر والمهم لـ"سوفيكس»، هو الدور الاقتصادي، وهو الآخر دور متعدد الروافد ومن أهمها فبالإضافة إلى مئات الشركات المشاركة في معرض سوفكس من الولايات المتحدة الأميركية في أقصى الغرب إلى الصين في أقصى الشرق، فان المعرض يشكل فرصة استقطاب للاستثمار في الأردن، ناهيك عن دور المعرض في تشجيع السياحة الأردنية على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويكفي القول انه خلال أيام معرض سوفكس الأخير في مدينة العقبة اكتظت فنادقها وازدحمت أسواقها بروادي المعرض وزواره.

 

خلاصة القول إن «سوفكس» يصلح دليلاً عملياً ملموساً لاقناع الكثيرين بأن بلدنا قادر على الإنجاز، بل أن فيه إنجازات بحاجة إلى من يبرزها.