عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2019

الدولة أهم من مبادئكم - بن – درور يميني

 

يديعوت أحرونوت
 
يوجد السياسيون في مرحلة لعبة اللوم: من المذنب. ولكن أغلبية مواطني اسرائيل، الاغلبية الساحقة، هذا لا يهمهم.
الشعب يريد حكومة. وليس انتخابات اخرى. اما السياسيون؟ فهم في مكان آخر. هذا لا يعني انهم ليسوا محقين. يئير لبيد، الذي يتبين بانه الرافض الاساس في أزرق أبيض، اصبح بطلا للحظة عندما أعلن المستشار القانوني، قبل عشرة ايام، عن قراره رفع لوائح اتهام. وها هو منع اقامة حكومة برئاسة مشبوه بالرشوة. ودفع أزرق أبيض لأن يصر على مبادئه ويفي بوعده المركزي. الموضوع هو ان نتنياهو أيضا محق. فهو يقف على رأس تجمع من 55 مقعدا وثمة منطق في مطالبته بأن يكون الاول في الدور.
نحن في مشكلة. هذا ليس على ما يرام. على الاطلاق ليس على ما يرام، ان يقف مشبوه بالرشوة على رأس الحكومة. وهذا ليس على ما يرام ان ينكث بيني غانتس، الغر السياسي، بوعده الاساس للناخبين. ولكن نشأت ظروف لم يتوقعها احد. عندما تكون حاجة للوقوف عند المبادئ فانهم يعرفون كيف يهربون. والآن، حين توجد حاجة للحلول الوسط، يصبحون ابطالا عظماء.
ينبغي أن يقال لهم، لكل السياسيين: مللناكم. نحن لم نعد نثق بكم. دولة اسرائيل اهم من عنادكم، التي تصل في الزمن الاسوأ. فما الذي سنحصل عليه؟ مزيدا من اضاعة المال الطائل. مزيدا من أشهر التحريض. اشهر طويلة اخرى من الاهمال الاجرامي بالجهاز الصحي. وكل هذا من اجل ماذا؟ من اجل اللاشيء. فكلما نعرف انه لن يكون أي نقاش جدي. مرة اخرى ستكون لنا حملة انتخابات “نعم بيبي” “لا بيبي”. ما كان هو ما سيكون. فمن اجل أن نخرج من هذا التعادل، ثمة حاجة لعبور ستة مقاعد من كتلة الى كتلة وانتم تعرفون بان هذا لن يحصل. فلماذا تنكلون بنا؟
يمكن العودة الى القول ان العقل لا يحتمل وضعا يتولى فيه رئاسة الوزراء من يحمل لوائح اتهام. فنتنياهو بنفسه وبعظمته ادعى بان رئيس الوزراء لا يمكنه أن يتولى مهامه في مثل هذا الوضع. وهو نفسه أيد القانون الذي كان يفترض أن يوقف ولاية رئيس الوزراء الذي رفعت ضده لائحة اتهام. فليتفضل إذن السيد نتنياهو ففضل مصلحة الدولة على مصالحه الشخصية.
غير أنه توجد مشكلة. قرابة 50 في المائة من الناخبين لا يتأثرون بهذه الادعاءات. وهم مقتنعون بان زعيمهم هو ضحية ملاحقة. لا يمكن تجاهلهم. وبالاساس، لا يمكن تجاهل حقيقة أن القانون الحالي يقف بالذات في جانب نتنياهو. وبين ما “لا يقبله العقل” وبين القانون – القانون افضل، بحيث أن لبيد وغانتس يجب أن يعرفا ان لا مفر من الحل الوسط. ادعاءاتهما، كما يجب ان نعود لنقول – محقة. ولكن عنادهما لن يغير الوضع. فهما يعرفان بأن معظم الاحتمالات ان تؤدي الانتخابات التالية بالضبط الى الوضع ذاته. وماذا عندها؟
أيها السياسيون الاعزاء، لقد سبق ان كانت اوضاع من التعادل السياسي في دول اخرى. كانت اوضاع حكومة متعثرة، مؤقتة، صمدت على مدى سنوات. هذا حصل مثلا في بلجيكيا. ولكن اسرائيل ليست دولة عادية. التهديدات الخارجية حقيقية تماما. ايران تنظر الى سلوكنا هذه الايام. اسرائيل وان كانت ليست بيت عنكبوت، مثلما ادعى نصرالله، ولكن الشلل السياسي من شأنه ان يشجع اعدائنا على التفكير بأن هذا هو الوضع. الصواريخ تواصل ضرب الجنوب لان حماس والجهاد تقدران ايضا بأن الحكومة المؤقتة لن تتخذ أي خطوة جدية.
ثمة حاجة لحكومة، وليس لحكومة تسيير اعمال، لمواجهة هذه التحديات، الهامة أكثر بقليل من عنادكم. إذن تفضلوا واصحوا. مبادئكم هامة. اما الدولة فأهم اكثر بقليل.