الدستور- المزارع الأردني هو سبيل النجاة.. فما أحدثته جانحة كورونا وما ستحدثه في قادم الأيام يحتاج الى تفكير مسبق واستعداد منسق يتم خلاله توحيد الجهود العربية لضمان تحقيق الأمن الغذائي في المستقبل القريب..الخبرات الأردنية في حال توفرت الإمكانيات قادرة على تخطي الأزمات المتوقعة..
والدولة الأردنية ضمن الأنماط المناخية التي حباها الله بها قادرة على الإنتاج والإبداع في مجال الزراعة وبكل قطاعاتها.
المتأمل بكل ما يدور يدرك أن القادم سيكون أصعب فجائحة الجوع أخطر من جانحة كورونا في ظل مجتمعات تعاني الفقر والبطالة..الدول اذا لم تتدارك الأمر وتستعد لهذا الخطر القادم بالتأكيد سيجتاحها الجوع ولن يغنيها البترول عن ذلك لأنها تعتمد على الاستيراد بالدرجة الأولى والدول المصدرة سينفد مخزونها ولن تعود قادرة على التصدير كما كانت وسينفد الغذاء من العالم ويتبعه أزمات صحية واجتماعية وبنى تحتية..سيحدث تغيير شامل ونقص حاصل في السلع والمواد الغذائية..والدولة القوية هي التي تستطيع تأمين احتياجاتها الأساسية..
الأردن بالذات يجب ان يعيد أولوياته السياسية ويركز على الزراعة.. وعلى مركز ادارة الأزمات أن يبدأ من الآن بتبني إستراتيجية زراعية تستند على عمل عربي مشترك يتم من خلاله استثمار الطاقات الشبابية والخبرات الزراعية من خلال تشكيل صندوق عربي لدعم القطاع الزراعي وتمكين الزراعة من العمل والتطور والإبداع والإنتاج..علينا أن ننظر للمستقبل بصورته الحقيقية وان نبحث عن سبل انقاذ المجتمعات والأجيال من مجاعة حقيقية ليست ببعيدة وسيبدأ الشعور بها من منتصف رمضان حيث ستبدأ معاناة الناس بعد نفاد مخزون السلع الغذائية.لذلك وجب على كل الشخصيات والمؤسسات والحكومات المعنية الاستعداد لما هو قادم وتوحيد الجهود البناءة لمواجهة جائحة الجوع والتي ستكون على الدول العربية أخطر من جائحة كورونا على ان يتم ذلك بصفة الاستعجال وتقع مسؤولية ذلك على الساسة وأصحاب القرار وقبل ان تأكل الأم أولادها.
- مهندس الزراعي