عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Apr-2019

سلّة الكتب الحديثة

 

عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء
 
 قصص «تاء التأنيث الساخنة»
 
المجموعة القصصية «تاء التأنيث الساخنة»، الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، للكاتبة السورية «ملك اليمامة القاري» تحكي عن الزمن بين مسافتين وذاكرتين وعمرين، وتحول القاصّة حتى المكان والجامعة والطائرة إلى زمان قابل للسرد، وتختزل خلال ذلك الكثير من قضايا المرأة الاجتماعية والبيولوجية وهمومها في أبعادها النفسية والعاطفية والوجدانية، وتنوّع الكاتبة في موضوعاتها بين عدد من الأساليب السردية مستعيرة المرآة لإجراء مونولوج مع الذات، الذي يتيح لها البوح للنفس، وتشتمل المجموعة التي تقع في 76 صفحة من القطع الوسط على خمسة عشر نصا، ومنها: «عودة»، «خلخال»، «لعبة»، «كلها أزهار».
 
وفي قصة «كلها أزهار» تذهب الكاتبة للنص داخل النص في لعبة الحروف وتأويلاتها ودلالاتها التي تتيح للمتلقي مساحة التأويل أيضا، فهي الكاتبة التي تسرد قصة الأنثى بعتاب مع المؤلف الذي يسقط اسمها من النص في روايته التي كتبها، وكانت تأمل ألا يستبدل اسما مستعارا لاسمها الحقيقي، ولكنها تقتنع أن وردة اسم البطلة يعني أن «كلها أزهار». وهي هنا تحاول تدوين اللحظات غير المكتملة التي توقع الكائن في فراغ الزمن.
 
وترصد الكاتبة خلال مجموعتها القصصية واقع الإنسان العربي الذي يدفع ثمن مواقفه بالصمت والمرارة، كما «عودة»، و»قهوة سيئة السمعة» التي ترتبط بزوار الفجر الذين يجرعون ضيوفه المر، ويفضي بهم للانتحار.
 
وتربط في «على سبيل الذكرى بين تفتح الوردة والأنثى، والوطن والمرأة في «العشق وشما»، وترصد الحاجة الإنسانية للمرأة في «حبة منوم»، وطبيعة الأمومة التي تتوق لوظيفتها حتى في تقدم السن كما في «تاء التأنيث الساخنة» التي حملت اسمها المجموعة.
 
وفي «أضغاث أشواق» التي استعارتها من أضغاث أحلام تستعير أسطورة ميدوسا، التي تسقط فيها الحكاية على رحلة اللجوء من الوطن التى تحول الكائن إلى إنسان مجرد من الأحاسيس، ولكنها في قصة «شجر ليمون وبازلت» تصنع أسطورتها، ومن مناخات القصة: «منذ ضلك العجز وأنا أرتدي سوارا من بذور الليمون، كتبت في وصيتي أن يتركوه بمعصمي ليدفن معي، وأن يضعوا فوق قبيري حجرا بازلتيا.. هكذا أجابني جديحين سألته عن السوار الذي رتديه في معصمه.. لم أكن أعلم أن قبر جدي سيغدو جنة ليمون».
 
في «تاء التأنيث الساخنة»، تذهب الكاتبة بوعي الأنثى إلى مساحات غير معلقة بين زمانين ومكانين، هو البرزخ الذي نكون فيه معلقين بقلق الوجود، تصورها الكاتبة بخفوت واقتصاد في اللغة، ولكنها تترك الكثير من الأسئلة المعلقة التي تصعقنا ونحن نقف أمام مرايانا. يشار إلى أن ملك اليمامة القاري، كاتبة ومترجمة ومن ترجماتها، «كيف ينصت الكاتب»، لسفيتلانا أليكسييفتش.
 
 
 
 «الأقاصيص المئة قبل الأخيرة»
 
يضم هذا الكتاب 100 من الأقاصيص التي تعد نموذجاً لما يمكن أن يمر به كثيرٌ من الناس، عندما يجدون أنفسهم في قلب الحياة، ووسط ضبابها وبهائها، وبين خداعها وغدرها مرة، وبين انفراجها وزهوها مرة أخرى. الكتاب الصادر حديثاً، والمعنون بـ «الأقاصيص المئة قبل الأخيرة»، للدكتورة نيفين عبد الجواد، تقول مؤلفته في المقدمة: «إذا كنا قد اعتدنا على سماع الحكايات والحواديت قبل النوم ونحن صغار، فبعد أن كبرنا، يكون استيقاظنا من النوم قد أضحى ضرورة لا مفر منها، لنظل أحياء، لذا، فإنها رحلتك للصعود، التي ستبدأ فور اتخاذك قرار الاستيقاظ من سُباتك العميق.. فلا تؤجلها».