عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2019

الــكـويـت الشــقـيقـة - أحمد الحوراني

الراي - الكويت دولة عربية إسلامية شقيقة جذورها ضاربة في أعماق التاريخ العربي مرّت بمراحل عديدة وواجهت تحديات جسام لكنها خرجت منها وبفضل حكمة وسداد رأي قيادتها وعلى رأسها أمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت فواصلت مسيرة النهضة والبناء وعمّت أرجاءها نهضة شاملة لمختلف نواحي الحياة الثقافية والتعليمية والعمرانية فأثبتت هذه الدولة الخليجية الشقيقة أنها أقوى من التحديات وأنها تمتلك العزيمة والحكمة والإرادة لتحويل المنعطفات الخطيرة إلى مكتسبات تنموية تنعكس على التقدم في مستوى معيشة المواطن الكويتي وأمنه واستقراره.

والمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد االله الثاني ودولة الكويت بقيادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ترتبطان بعلاقات وثيقة وهي علاقات أعطاها الزعيمان زخماً قوياً بناء على الروابط والاهتمامات المشتركة وترُجمت هذه العلاقة على أرض الواقع بتوقيع البلدين للعديد من الاتفاقيات التي شملت مختلف أوجه التعاون الثنائي وهو ما يشكل جوهر الزيارة الكريمة التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح للمملكة الأردنية الهاشمية والتي بدأها يوم أمس وتمخضت عن توقيع أكثر من خمس عشرة اتفاقية ومن بينها مذكرة في مجال التبادل القانون والقضائي، ومذكرة بين الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط للتميز ومركز الملك عبداالله، واتفاقية تعاون في مجال التربية والتعليم، ومذكرة تفاهم في مجال إدارة وإنشاء مناطق صناعية في الأردن والكويت، ومذكرة تفاهم بين الحكومتين في مجال التعاون الإسكاني والتنمية الحضرية، وجميعها مذكرات لا شك أنها ستدفع باتجاه تمتين العلاقات الراسخة أصلاً في مختلف المجالات لاسيما في إطار زيادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث أن الاستثمارات الكويتية في الأردن من أعلى نسب الاستثمارات في الأردن إضف إلى ذلك أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشمل كذلك الجمارك، النقل، الطاقة، الصحة، الغذاء، والعدل.
إن المتتبع للنمو في العلاقات الثنائية الناجحة بين الأردن ودولة الكويت الشقيقة يقف على حقيقة ماثلة ومضمونها أن البلدين ومن خلال اللقاءات التي تجمع المسؤولين فيها على أعلى المستويات متفقان على إدامة التشاور والتنسيق بينهما إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وبما يسهم في تحقيق مصالح الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة وتعزيز الأمن والاستقرار العالمي.
وغني عن القول مدى التطابق في وجهات نظر المملكة الأردنية الهاشمية والكويت في البحث عن السبل الكفيلة بحل جميع القضايا العالقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال سعيهما الدائم والدؤوب إلى تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الأشقاء الفلسطينيين التاريخية والراسخة في القدس كما أنهما يلتقيان في أن التوصل للحل الدائم للقضية الفلسطينية لا يكون إلا استناداً إلى حل الدولتين ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
خلاصة القول إن زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح للمملكة إنما هي توطيد وتأكيد لما هو مؤكد بين الدولتين وهي زيارة مماثلة للعديد من الزيارات التي تمت على أعلى المستويات حيث زار سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت المملكة الاردنيه الهاشمية قبل أعوام والتقى بأخيه جلالة الملك عبد االله الثاني، كما قام جلالة الملك بزيارة إلى الكويت، واندرجت الزيارتين في ضمن إطار تكريس نهج التشاور والتنسيق والتعاون لتعزيز علاقات الأردن العربية وهو النهج الذي تصدر أولوية على أجندة جلالة الملك منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية، إذ تحتل دولة الكويت موقعاً متميزاً في علاقات الأردن مع الدول العربية الشقيقة وهي علاقات ودية أخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة وروابط دين وجوار وأخوة وموروث تاريخي ووحدة جغرافية وفكرية واجتماعية متميزة حافظت الدولتان عليها بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر ومن خلال تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل ورغبة مشتركة بأن تكون كل منهما عمقا استراتيجياً للأخرى، وتماثل في المواقف إزاء قضايا المنطقة وتنسيق مستمر ثنائي وإقليمي ودولي وكل ذلك بفضل قيادة حكيمة وبعد نظر لجلالة الملك عبداالله الثاني وأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
Ahmad.h@yu.edu.jo