عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Mar-2020

ربما كان ساذجا - عوزي برعام

 

هآرتس
 
اذا كان هناك من يعتقد أنه لكل من جاؤوا من جهاز الامن يوجد خط تفكير موحد ومشترك فقد جاء الانضمام المدوي لبني غانتس لحكومة بنيامين نتنياهو واثبت لنا بأن جهاز الامن يخلق نماذج مختلفة. من جهة، الجنرال عاموس يادلين قال إن “غانتس حصل من بيبي على كل ما اردناه، العدل والخارجية والامن. وغانتس بعد سنة ونصف سيكون رئيسا للحكومة”.
من جهة اخرى، يوفال ديسكن سليط اللسان كتب أن “هذه الخطوة تعتبر خيانة”، وأبقى مئات الناخبين مذهولين. هذان الردان اللذان يختلفان عن بعضهما في المضمون يبرهنان على أنه يجب اتخاذ موقف حذر عندما يتم طرح مواقف “أمنية” من كل طرف. يجب علينا التدقيق في مضمون الاقوال قبل بلورة موقف.
ردي على اقوال يادلين هو أنه حقا يعرف كيف يفهم اوضاع الحرب، وفي ضمن ذلك رؤية للحروب المستقبلية، لكنه لا يعرف كيف يفهم الاوضاع السياسية المعقدة والمليئة بالاخطار. أي تناوب سيحصل عليه غانتس؟ تناوب يوجد شك كبير في تحققه. أنا نفسي شهدت التناوب – في العام 1986 حين كنت سكرتير حزب العمل، في تلك الفترة انهى شمعون بيرس سنتين ناجحتين جدا في رئاسة الحكومة، وجاء موعد نقل الولاية لاسحق شمير.
أنا أذكر أنه في مؤتمر الحزب سمعت اصوات. قلائل ارادوا تنفيذ التناوب. والادعاء كان أن شمير هو شخص خطير على اسرائيل. وأحد هؤلاء القلائل كان بيرس. وقد قمنا باجراء نقاشات كثيرة حول ذلك في مكتبي. وفي نهاية المطاف حسمنا الامر بأنه يجب تنفيذ التناوب بكل التفاصيل من اجل تعزيز مصداقية بيرس في اوساط الجمهور.
اليوم ما الذي يحدث، هل يعتقد غانتس ومعه قائمة صغيرة، الاعضاء فيها ليست لهم تجربة سياسية مثله، بأنه سيتولى زمام الامور بعد سنة ونصف؟ بعد تلقيه كل السم في الشبكات الاجتماعية؟ الليكود اليوم ليس موشيه نسيم أو روني ميلو أو جدعون بات. الليكود اليوم هو امير اوحانا وميري ريغف ونتنياهو بالطبع الذي لا يخلص إلا لنفسه.
ايضا ديسكن لا يصيب الهدف. والشهر الأخير تميز بتقسيمه الى وضعين: قبل انتشار الكورونا وبعده. وعد غانتس عدم السير مع نتنياهو كان وعدا قبل الكورونا. ديسكن في المقابل لم يطلب منه حسم رأيه في الوقت الذي فيه مئات آلاف ينضمون الى دائرة البطالة والخوف يزداد في كل بيت في اسرائيل.
الخطوة التي قام بها غانتس كانت خطوة ساذجة جدا لشخص هاوي، لكن فعله هذا ليس خيانة ولا يوجد فيه ما يدل على اخلاصه. حكومة اقلية كانت محتملة لو أن فيروس الكورونا لم ينتشر في البلاد. في شهر ايلول كانت في متناول اليد، ولكن حينها افيغدور ليبرمان منع تشكيلها. وحتى الآن يوجد لي تقدير لليبرمان، حيث أنه في السنة الماضية اظهر استقامة غير منتشرة في بلادنا. بعد انتشار الفيروس مرة اخرى كان هناك امكانية لتشكيل حكومة اقلية.
الآن، حيث قلت هذه الامور، يجب علي أن اقول ايضا بأن الخطوة المطلوبة كانت انضمام حزب ازرق ابيض الى حكومة وحدة بعد اختيار عضو الكنيست مئير كوهين رئيسا للكنيست. يئير لبيد لم يوافق على هذه الخطوة، لذلك فان الخيار الذي بقي كما يبدو هو جولة انتخابات رابعة. وهذا الاحتمال هو احتمال سيئ، سواء كان ذلك لاسرائيل أو كتلة الوسط – يسار.
أخيرا يجب القول بأنه يوجد ايضا انجاز في خطوة غانتس – وزارة العدل ستكون لحزبه. الآن يجب على غانتس أن يستدعي شخص له تجربة من الخارج (موشيه شاحل أو اسحق هرتسوغ) وأن لا يعطي الليكود حق الفيتو في تحديد المرشح. هذه الكنيست سيتم وسمها بالكورونا وعلامة محاكمة نتنياهو. ولو أن جميع اعضاء ازرق ابيض انضموا الى الحكومة لكان يمكن القول بأنه سيكون فيها صراع حقيقي على المضمون والاسلوب. ولكن غانتس وغابي اشكنازي غير كافيين لذلك.