عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jun-2024

محاولات الفوز بالنقاط!*احمد ذيبان

 الراي 

يمكن تصنيف العملية الاسرائيلية الخاصة التي نفذت يوم السبت الماضي، في مخيم النصيرات وأسفرت عن استعادة أربعة أسرى، كانوا بأيدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضمن العمليات الدراماتيكية المثيرة التي تخطف الأنظار مؤقتا، لكن ما يجعلها «بقعة سوداء» تضاف الى السجل الاجرامي لجيش الاحتلال، أنها اختطلت بدماء مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وعدد كبير منهم أطفال ونساء ومسنين ويواجهون غول المجاعة، ليس لهم علاقة بما يجري! ومن الطبيعي أن يستثمر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو هذه العملية سياسيا، في مواجهة خصومه في الداخل وحتى على الصعيد الدولي!
 
الحروب الطويلة مع العرب ليست في القاموس الاسرائيلي، اذ كانت جميع الحروب العدوانية التي شنتها خاطفة لم يستغرق أطولها بضعة أسابيع، ثم تنتهي باحتلال مساحات كبيرة من الاراضي العربية، أو ينتج عنها تهجير مئات الألوف من الفلسطينيين، كما حدث في حرب يونيو – حزيران عام 1967، وحرب أكتوبر عام 1973.
 
وفي الحالات التي تعجز فيها عن تحقيق انتصارات خاطفة، كانت تلجأ لمحاولات «الفوز بالنقاط» من خلال تنفيذ عمليات محدودة! لكن الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من 8 أشهر مختلفة، وهي تشعر بأنها وقعت في مأزق حقيقي، ذلك أنها باستثناء عمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين، التي ترتكبها باستخدام الطائرات والدبابات والمدافع والاجتياح البري، لم تتمكن من تحقيق أي من أهداف العدوان التي أعلنها قادة الكيان! وأهمها القضاء على المقاومة الفلسطينية رغم الحصار الخانق، وعدم توفر مصادر للسلاح كما يحدث بتدفق المساعدات العسكرية الاميركية والغربية الى اسرائيل، والهدف الثاني الرئيسي هو استعادة الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وأصبحت هذه الحرب مفتوحة بلا سقف ومتروكة نهايتها للظروف، وما يستجد من معطيات سياسية وميدانية!
 
ويبدو أن قادة دولة الاحتلال وصلوا الى قناعة، بأن أفضل حل هو خلط المزيد من الأوراق، وتعويض الفشل في تحقيق أهداف الحرب، بمحاولة تسجيل «الفوز بالنقاط"! من خلال عمليات لا تخلو من اثارة، تعيد للذاكرة العربية العديد من العمليات، التي نفذها الموساد الاسرائيلي باغتيال قادة فلسطينيين وسط بعض العواصم العربية، كعملية اغتيال ثلاثة قادة في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عام 1973، هم «كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار»، وقاد العملية في حينه ايهود باراك الذي أصبح لاحقا وزيرا للدفاع ورئيسا لوزراء اسرائيل.
 
وقيل في حينه أن العملية جاءت ردا على عملية ميونيخ، التي نفذتها احدى المنظمات الفلسطينية عام 1972 باحتجاز رهائن إسرائيليين، حدثت أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا، وكان مطلب الخاطفين الإفراج عن 236 أسيرا فلسطينيا السجون الإسرائيلية، وانتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذي العملية الفلسطينيين.
 
وفي سياق العمليات المثيرة التي نفذتها قوات خاصة إسرائيلية «عملية عنتيبي» في العاصمة الأوغندية عام 1976، التي خطفت الأنظار وكانت أشبه بأفلام «رامبو"! حيث خطفت منظمة فلسطينية طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، أثناء رحلتها ما بين تل أبيب وباريس، تواجد على متنها عدد كبير من الإسرائيليين. وطالب الخاطفون بإطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية!
 
وأثناء هذه العملية، نقل الإسرائيليون قواتهم لمسافة 4 آلاف كلم على متن طائرة عسكرية خاصة، رافقتها بعض الطائرات الحربية. وخلال عملية استمرت لنحو 90 دقيقة، تمكنت فرق الكوماندوس الإسرائيلية من تحرير الرهائن والانسحاب نحو الأراضي الكينية. فيما قتل العديد من الخاطفين إضافة لنحو 45 من الجنود الأوغنديين، وجرح خمسة جنود إسرائيليين وقتيل واحد هو «يوناتان نتنياهو»، الشقيق الأكبر لرئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو.