عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Jan-2021

يوسف غوانمة.. قامة علمية رحلت*د.جورج طريف

 الراي

تلقيت بألم شديد وفاة المؤرخ والأكاديمي الدكتور يوسف غوانمة أستاذ التاريخ الإسلامي الذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر يناهز 84 عاما يوم الاثنين الماضي بعد حياة حافلة بالعطاء البحثي، والكتابة والتأليف في مجال التاريخ الإسلامي.
 
لقد عرفته قبل أن التقيه شخصيا من خلال مؤلفاته وكتبه التي تناولت مختلف جوانب تاريخ بلاد الشام في العصور الإسلامية وخاصة فترة العصر المملوكي، وكان لقائي الأول به في أحد المؤتمرات الدولية لتاريخ بلاد الشام الذي عقد في جامعة اليرموك في ثمانينيات القرن الماضي حيث ترأس جلسة أكاديمية كنت عضوا فيها وحينها وجدت نفسي أمام قامة علمية مميزة اتسمت بغزارة المعرفة وسعة الإطلاع وبعد النظر ونبل التعامل الإنساني المبني على التواضع وحب الخير للجميع، وظهر ذلك جليا وتعزز من خلال استمرار اللقاءات والتعاون بيننا ومشاركتي وإياه ف? العديد من المؤتمرات الأكاديمية والعلمية والثقافية ولجان التوثيق ومن أبرزها لجنة إعادة كتابة تاريخ الأردن ولجنة مراجعة وتقييم الكتب التي تناولت تاريخ الأردن وغيرها.
 
يعد الاستاذ الدكتور الغوانمة أحد كبار رواد الحركة الثقافية والفكرية الأردنية من خلال دوره في جمع ودراسة وتوثيق أهم الأحداث التاريخية في الأردن وبلاد الشام، وحضوره المميز في المشهد الثقافي من خلال تأسيسه لمنتدى إربد الثقافي في عام 1982، إضافة إلى عضويته في الكثير من اللجان والمؤتمرات العلمية والفكرية والأدبية في العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية ومساهمته الفاعلة في مشروع التوثيق الوطني لتاريخ الأردن، ودوره في إثراء المكتبة الأردنية والعربية بإصدارات تقدم الرواية التاريخية بأسلوب معاصر حيث تجاوزت هذه الاصد?رات أكثر من 25 كتابا متنوعة في موضوعاتها وحقبها التاريخية أذكر منها:- كتاب «نيابة بيت المقدس في العهد المملوكي»، وكتاب «القدس الشريف»، وكتاب «إمارة الكرك الأيوبية «كما خصّص كتاباً بعنوان «التاريخ الحضاري لشرقي الأردن في العصر المملوكي»، كما أصدر غوانمة العديد من المؤلّفات في التاريخ السياسي والحضاري لمنطقة بلاد الشام خلال العصور الإسلامية، منها «معاهدت الصلح والسلام بين المسلمين والفرنج.. و«دمشق والناس في عصر دولة المماليك»، و«مدينة إربد في العصر الإسلامي»، و«الحياة العلمية والثقافية في الأردن في العصر الإ?لامي»، وعلماء وفقهاء محافظة اربد في العصر الإسلامي»، والمساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون»، و«أيلة والبحر الأحمر كما أصدر سيرته في كتاب بعنوان «مذكراتي: رحلة حلم وطموح وأشواك».
 
رحيل الدكتور غوانمة خسارة كبرى.. وإن كان جسده قد غاب عنا فإن ذكراه ستبقى حية في نفوسنا رحمه الله..