هآرتس

 

أسرة التحرير

 

ثمة بضعة أدلة على أن اصطلاح “حكومة طوارئ وطنية” فارغة من المضمون. أحد هذه الادلة هو استمرار أداء يعقوب ليتسمان مهام منصبه كوزير للصحة. دليل آخر هو حقيقة أن أزرق أبيض لم يطلب “حقائب الكورونا” مثل وزارتي الصحة والمالية. كما يوجد دليل آخر، يشهد على أن الكورونا هو مجرد ستار دخان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: والدليل هو أن العقبة الكأداء في المفاوضات بين الليكود وبين أزرق أبيض لتشكيل الحكومة هي مسألة الضم.

يثور سؤال من تلقاء ذاته لماذا في ذروة أزمة صحية غير مسبوقة، في اللحظة التي يكون فيها الجهاز الصحي في شفا الانهيار، جهاز التعليم معطل، المواطنون في العزل، السكان المسنون يفصلون عن ابناء عائلاتهم، مدن تخضع لحظر التجول، واكثر من مليون إسرائيلي دخلوا في دائرة البطالة – لماذا في داخل كل هذه الفوضى ما يقلق نتنياهو، وعلى أي حال اجزاء اخرى من “التجمع” اليميني الذي يبقي عليه منذ أشهر طويلة، هو مسألة الضم احادي الجانب للمناطق.

ثمة في هذا ما يكشف عن الهدف الحقيقي لنتنياهو: ليس حكومة طوارىء وطنية ولا الحاجة الى جهات اخرى تدخل “تحت الحمالة” وتساعد في معالجة الوباء. نتنياهو بالاجمال يستخدم الكورونا كي يواصل حكمه في ظل تثبيت حقائق غير قابلة للتراجع على الارض، وفقا لسياسة اليمين. نتنياهو، الذي قبل بضعة اشهر فقط احتفل بخطة القرن لدونالد ترامب، لا يعتزم التخلي عن صفقة الرئيس الامريكي التي تأتي لمرة واحدة: الضم الان و “دفع الثمن” في موعد مستقبلي غير محدد، اذا كان سيدفع على الاطلاق.

في أزرق أبيض يسعون لتحديد فترة زمنية من نصف سنة كـ “حكومة طوارىء”. في هذه الفترة تركز الحكومة على مكافحة وباء الكورونا، تعالج الازمة الصحية والاقتصادية وتضع جانبا مسألة سياسية ثقيلة الوزن كالضم. وبالفعل، محظور على غانتس التنازل في هذه المسألة. فاختياره الدراماتيكي لادارة الظهر لمصوتيه، لرفاقه في الطريق ولوعده الانتخابي المركزي – الا يجلس مع رئيس وزراء متهم بالجنائي – عُرض كاضطرار وجودي. مثابة وقف للنار لاعتبارات انسانية في ظروف استثنائية.

ان حقيقة أن نتنياهو يدفع باتجاه ان تجري حكومة الطوارىء تغييرات على الحدود – ضد الفلسطينيين، دول العالم، معارضي الضم في اسرائيل وفي ظل التعرض لخطر الاشتعال العسكري في المناطق وفي غزة – ليست شرعية، ويفترض ان تشعل ضوء أحمر لدى قادة أزرق أبيض. اذا تراجع غانتس في هذه المسألة سيسحب البساط ايضا من تحت ذريعته الرسمية لخيانة المعسكر وارتباطه بنتنياهو. ان السبيل الوحيد لمحاولة اعادة بناء الثقة ولو قليلا هو الوقف بكل ثمن لمؤامرات الضم الخطيرة التي يتخذها اليمين.