عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Nov-2019

القطار المعلق هل سيندمج مع المشهد أم سيغير وجه المدينة؟ - نير حسون

 

هآرتس
 
الصراع حول اقامة القطار المعلق “تلفريك” الذي يتجه الى حائط المبكى يجري، ضمن أمور اخرى، على صفحات الرسم. الاثنين الماضي صادق الكابنت للاسكان على الخطة التي تثير معارضة كبيرة، ومن بين آخرين من جانب مهندسين معماريين، نشطاء حماية وفلسطينيين. حسب ادعاء المعارضين فان القطار المعلق سيضر بمشهد حوض المدينة القديمة بصورة غير مسبوقة لمدينة تاريخية مثل القدس (المحتلة).
واضعو الخطة في المقابل قالوا إن القطار المعلق سيندمج تقريبا تماما في مشهد المدينة القديمة وتقريبا لن يتم الشعور به. والتنقيب في وثائق المشروع يظهر محاكيات جديدة، أكثر دقة من التي عرضها المبادرون للمشروع على الجمهور. في جزء منها ينجح القطار المعلق حقا في الاندماج في المشهد – وفي جزء يظهر حضورا بارزا بشكل خاص.
في وسائل الإعلام نشرت خلال سنوات صيغتان من المحاكيات، الأولى اعدت من قبل المبادرين للمشروع من سلطة تطوير القدس، وعن الثانية مسؤولة منظمة رجال الآثار “عيمق شفيه”، المعارضون بشدة للخطة وينوون الالتماس للمحكمة العليا ضد المصادقة عليه. الفجوات بين المحاكيات كبيرة، لذلك فان الجمهور يجد صعوبة في معرفة كيف يتوقع اندماج القطار المعلق في العاصمة.
في المحاكاة التي وضعها المبادرون لمشروع القطار المعلق، الاعمدة والعربات والكوابل تقريبا تختفي عن الانظار ويجب بذل الجهد من اجل العثور عليها. في محاكاة “عيمق شفيه” فان القطار المعلق معروض على أنه بنية تحتية ضخمة ترى من كل مكان وتغير بصورة دراماتيكية المشهد المقدسي. الفرق الاساسي بين المحاكيات تم التعبير عنه بزيادة الدقة واستخدام الالوان. في “عيمق شفيه” اختاروا عرض صورة مركزة واستخدام الالوان القاتمة للعربات والاعمدة. المبادرون في المقابل اختاروا زاوية بعيدة واستخدموا الالوان الفاتحة واحيانا شفافة.
في “عيمق شفيه” قالوا إن القرار بشأن لون العربات والبنى التحتية لم يتم اتخاذه بعد، لذلك لا يمكن الادعاء بأن المحاكاة دقيقة. مخططو القطار المعلق قالوا بأنهم سيبذلون الجهود لبناء القطار المعلق بحيث يندمج في المشهد، مثلا، اجزاء كبيرة من المحطات ستبنى من الزجاج والعربات والاعمدة سيتطلى بألوان فاتحة.
المحاكيات الاخرى بوثائق المخطط هي جزء من استطلاعات الرقابة التي قدمت في اطار استطلاع لمعرفة التأثير البيئي الذي أعدته شركة “ايكو” للمشروع. في الاستطلاع تم رسم محاكيات للقطار المعلق ومحطات من عدد كبير من نقاط المراقبة.
بشكل عام يمكن القول إنه سيكون للقطار المعلق كما يقولون في عيمق شفيه حضور دراماتيكي من زاوية نظر قريبة. أي في نظر من سيتنزه مثلا في جبل صهيون باتجاه باب المغاربة أو من زاوية من سينظر للقطار المعلق من غاي بن هينوم أو من أبو طور. ومن مشاهدة أبعد، مثلا من متنزه المندوب السامي يتوقع أن يندمج القطار المعلق بصورة نسبية في المشهد، لكن سيكون ممكنا التمييز بوضوح للقطارات، خاصة اثناء حركتها.
رفكا غوتمان، مهندسة معمارية مقدسية ومحاضرة في بتسلئيل ومن معارضي المشروع، قالت إن حقيقة أنه لا يمكن معرفة كيف سيبدو القطار المعلق، متعلقة بالتسهيلات الاستثنائية التي حصل عليها المبادرون. “في أي خطة لها معنى حضري اقل بكثير، يتم طلب وضع نموذج للخطة في مركز النماذج في البلدية”. وحسب قولها “في اماكن اخرى في العالم يطلبون وضع اعمدة في الفضاء بحيث تشبه الارتفاع الحقيقي، وحتى هذا هم لم يفعلوه. هم ايضا لا يلتزمون بالمسافة بين الاعمدة أو ارتفاعها أو قطرها أو احداثياتها الحقيقية”، قالت غوتمان. “لا يوجد في المخططات أي تعهد بأي شيء تخطيطي، هذا اجراء قانوني لا مثيل له”.
عنار عوزري، المسؤول عن حوض البلدة القديمة لتطوير القدس، رفض الادعاءات وقال إن المحاكيات لعيمق شفيه غير صحيحة. “هم يعرضون المسار وكأنه يمر في داخل غاي بن هينوم مع اعمدة كثيرة، وهذا ببساطة غير صحيح. وهكذا ايضا بالنسبة للقرب من الاسوار”.
واضاف “نحن لا نخفي أي شيء ومحاكياتنا ترتكز على مقاسات دقيقة. الاعمدة هناك قريبة جدا مما سيكون في المنتج النهائي. مستوى الدقة الذي ذهبنا اليه هو مستوى عال جدا”. مع ذلك، يعترف عوزري بأن المكان الدقيق للاعمدة التي سيكون عدد كبير جدا منها ما يزال غير واضح، لكن في المخطط يوجد اماكن مثالية، لكن ايضا “توجد مجالات للتفتيش في داخلها سيكون ممكنا تحريك الاعمدة الى مكانها النهائي”.
“نحن لا نقول إنهم لن يشاهدوا الاعمدة، لكن هذا مثلما هو الامر بالنسبة للقطار الخفيف في شارع يافا، والذي خوفونا من أنه سيكون هناك غابة من الاعمدة التي ستخفي الشارع، والآن لا يشاهدون على الاطلاق الاعمدة”، قال عوزري. “علينا السؤال ما هو الافضل، الحافلات التي تلوث والسيارات الخصوصية أم الاعمدة. بالمقارنة بين الاعمدة وبين اعادة الفضاء للجمهور، نعتقد أنه من الافضل اعادة الفضاء للجمهور، ونحن سعداء بأن الكابنت فكر مثلنا”.