عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Apr-2021

11 نيسان المجيد*عبد اللطيف العواملة

 الدستور

في 2 اذار من عام 1921 وصل جلالة الملك، المغفور  له باذنه تعالى، عبد الله الاول، الى عمان قادما من معان عازما على توحيد اجزاء المملكة الفيصلية بعد معركة ميسلون والاحتلال الفرنسي الغاشم لسوريا. جلالته ومن معه من الرعيل الاول كانوا يؤمنون بحتمية الوحدة العربية، وكانت الاردن وفلسطين نواة هذا المشروع.
و في 11 نيسان من عام 1921 اصدر الملك المؤسس مرسوما بتاليف الحكومة الاردنية الاولى التي انتقلت بالاردن من عهد الحكومات المحلية الى عصر الدولة الحديثة. عهد الملك الى رشيد طليع برئاسة الحكومة التي اشتملت على سبعة اعضاء. وكانت العروبية هي السمة الغالبة على تشكيل الدولة، بما يتماشى مع طموحات الوحدة، فالاردن كان منذ نشأته، وما زال، وطن كل من يؤمن بمبادئه، ويدافع عنه، ويسهم في نهضته.
 11 نيسان هو بداية مشروع وحلم عربي كبير، واستكمالا لمسيرة اسرة شريفة، مع شعب اصيل. مائة عام من البناء والفداء قادها ملوك احرار صنعوا من الاردن الرقم الاصعب، واسسوا لدولة حديثة جامعة مانعة. الاردن، كان وما زال، مشروعا يمثل ما هو اكبر من الجغرافيا والتاريخ. الاردن ثقافة ورسالة ونموذج يضيء الحاضر والمستقبل.
الاردن بلد تنوع الخلفيات والثقافات، بلد الانفتاح والوسطية. الاردن انساني في انتمائه، مدني في حكمه، عروبي في مرجعيته، وعالمي في توجهه. اسس الهاشميون الاردن الحديث منسجما مع ذاته، حكمه رشيد، شعبه متسامح، لا يخاف ولا يعتدي، جيشه عربي، منيع في الذود عن حياضه، وضميره حي نقي يحب الخير والسلام للعالم اجمع.  
مئة عام من الخير، مئة عام من الشموخ، مئة عام من الاصرار والتحدي. مئة عام اكملناها اليوم بجهود الرعيل الاول، وبسواعد وعقول الابناء والاحفاد. وها نحن نمخر عباب البحار المائجة بقيادة الاشراف من بني هاشم وبالتفاف الشعب حولهم. فما احلاك وما اغلاك يا وطن.
اشار العالم كله للاردن بالبنان، وقدروا له وقفاته، وعرفوا قناعاته. ادركوا مبكرا انه حصن منيع للشرف والكرامة والاباء. عرفوا قدره على مر العقود فبقي مصانا مهابا، وفي ذات الوقت متعاونا متجاوبا مع الخير والسلام. نبراسه قوة الحق لا حق القوة.
قال فيك يا بلدي الشعراء القصائد وغنت لك الاصوات اعذب الالحان. فمن «اردن ارض العزم اغنية الضبا ... نبت السيوف وحد سيفك ما نبا»، و»من سمائي شع نور الحق يهدي البشرية ... من ربوعي سار ركب الخير ركب المدنية... انا الاردن»،  الى «وضاء وجهك يا بلدي...خفاق الراية للابد... تاريخك كبر ابدي... مرفوع الهامة للابد».
ما اغلاك وما احلاك يا وطن. يا بلد الابطال، ومحط الامال، وفخر الاجيال. حماك الله وسدد خطاك، ووفق واعان الملك المفدى وولي عهده الامين. عاش الاردن حرا ابيا سيدا بين الاوطان، فما اغلاه وما احلاه.