عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Feb-2019

إيلام العدو...! - رشيد حسن

 

الدستور -من البديهيات التي تفرض علينا دائما تكرارها والاشارة اليها هي : ان العدو الصيوني لن يستجيب لارادة الشعب الفلسطيني،، ولن يعترف بحقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة، ولن يقوم بالانسحاب من ارضه المحتلة، وفي مقدمتها مدينة القدس الخالدة..والاعتراف بحقه في تقرير المصير اسوة بباقي شعوب الارض.. 
لن يقوم بكل ذلك، وأكثر منه.. الا اذا شعر هذا العدو الغاصب، بأن استمراره في احتلال الارض الفلسطينية، أصبح محالا في ظل الخسائر البشرية التي تقع في صفوفه، وفي ظل القتلى والجرحى الذين يعودون بالاكفان والتوابيت الى ذويهم، كما حصل للاميركان في حرب فيتنام، وكما حصل للفرنسيين في الجزائر...فأسرعوا الى الانسحاب والرحيل.. يجرون أذيال الهزيمة والعار والى الابد..
«الاحتلال المريح» أو «الاحتلال الديلوكس».. عل حد تعبير الرئيس الفلسطيني، والعديد من قادة السلطة، هو وراء فشل المفاوصات مع العدو، ووراء تعنت الارهابي «نتنياهو» والقادة الصهاينة، ووراء تحول المجتمع الاسرائيلي الى اغلبية من المتطرفين الصهاينة، الذين لا يعترفون بحقوق الشعب الفلسطيني، ويصرون على اعتبار فلسطين من البحر الى النهر «ارض اسرائيل» أو «يهودا والسامرة « بتعبير الارهابي «نتنياهو».
وهو ما أكد عليه ما بسمى بـ «قانون القومية « اليهودي الذي أقره الكنيست مؤخرا، وهو قانون عنصري بامتياز، يجرد الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه الوطنية والمدنية، ومن حقه في تقرير المصير، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، أسوة بباقي شعوب العالم.. وفي هذا الصدد لا بد من اضاءة حقيقتين مهمتين:
الاولى: وهي كارثة «اوسلو» التي جردت الشعب الفلسطيني من حقه في المقاومة، وبكل الوسائل والسبل،وأجّلت القضايا الهامة، لا بل أهم القضايا «القدس، اللاجئين، الاستيطان، المياه والحدود « الى المرحلة النهائية..
ومن هنا حولت السلطة الفلسطينية وأمنها وشرطتها، الى مجرد حراس للعدو المغتصب، وللمستوطنين الارهابيين، ولشذاذ «بروكلين» الذين يعيثون خرابا في القدس والاقصى، وهو ما يتجلى ويتأكد في التنسيق الامني، الذي لا تزال قيادة السلطة حريصة عليه، ولم تقم حتى تاريخ كتابة هذا المقال، بالغائه كما قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في دورته السابقة..
وهو ما أسهم في نشوء وتجذير ظاهرة «الاحتلال الديلوكس».
الثانية :رغم فشل المفاوضات والتي استمرت ربع قرن «25» عاما اي منذ «اوسلو».. والتي استغلها العدو لتحقيق اهدافه في نشر الاستيطان وتهويد القدس وتمزيق الارض المحتلة اربا اربا، لتصبح غير متصلة وغير مترابطة جغرافيا، وبالتالي استحالة اقامة دولة فلسطينية عليها.
رغم كل ذلك واكثر منه، ما اسهم في فرض الامر الواقع، فوصل عدد المستوطنين الى مليون مستوطن، وتم الاستيلاء على 68 % من ارض الضفة، و86 % من ارض القدس العربية.
رغم ذلك لا تزال قيادة السلطة مصرةعلى ان تبقى في مربع المفاوصات رافضة الخروج من هذا المستتقع الذي استغله العدو أبشع استغلال.
فعنوان ومحور خطاب القيادة الفلسطينية السياسي لا يزال، هو العودة للمفاوضات بشروط.. رغم اقتناعها التام بفشل هذا الخيار، الذي استغله العدو لفرض رؤيته السياسية، بمساعدة ودعم واشنطن.
نعم نثمن رفض القيادة الفلسطينية للسياسة الاميركية المنحازة بالمطلق للعدو الصهيوني، ورفضها لدورها المتصهين في تصفية القضية الفلسطينية من خلال «صفعة «العصر.
ولكن هذا الرفض العنيد حتى يؤتي أكله، لا بد ان يترجم الى عمل ثوري على الارض..
الى انتقاضة شعبية، جبارة،عارمة تعم فلسطين كل فلسطين،على غرار انتفاضة الحجارة.. وتضم كل الفصائل والتنظيمات.. من أقصى اليمن الى أقصى اليسار...وكل فئات الشعب الفلسطيني، وتعمل بقيادة مشتركة، لتحقيق اهداف محددة، تتمثل في رحيل الاحتلال، وعودة اللاجئين، واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.
باختصار..
لن ينسحب العدو الصهيوني من شبر واحد من الارض المحتلة، الا بعد ان يشعر بالوجع.. بالالم.. بالدم يغرق الجسد الصهيوني، ويحيل وجوده الى كابوس، يلاحقه في الليل والنهار.وحينها.. حينها فقط، تشرق الشمس.. وينزاح الليل الصهيوني الطويل.
وما ذلك على الله بعزيز.