عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Dec-2019

«الحزام الاسود».. اسم جريء للعملية الوحشية الاخيرة - جدعون ليفي
 
مَن يقصف منزلاً في منتصف الليل من دون أن يتحقق ممن في داخله، هو مجرم حرب. من يدّعي أنه لم يقصد قتل 9 أفراد من عائلة السواركة يحاول التضليل وغسل يديه: يداه ليستا نظيفتين. هما ملطختان بدماء أبرياء. ربما لم يقصد قتل 9 أشخاص خلال نومهم، منهم خمسة أطفال، واثنان منهم رضيعان - لكنه بالتأكيد لم يبذل أقصى جهده كي لا يمس بهم. لا توجد هنا أي أعذار يمكن أن يقدمها الجيش الإسرائيلي والاستخبارات، وطبعاً، طيارو سلاح الجو.
ما الذي يجب أن يحدث أكثر كي يبدأ الإسرائيليون يفهمون أن الجيش الإسرائيلي الحبيب هو جيش متوحش لا شي يكبحه. وأن غزة ليست بنكاً للأهداف. وأنه من المستحيل مهاجمة غزة بالطائرات من دون قتل أبرياء. وأنه لا يوجد في غزة المكتظة بالسكان مكان واحد لا يوجد فيه مدنيون ليس لديهم ملاذ آمن، ولا لون أحمر أو قبة حديدية. وأن غزة ليست فقط وكراً للدبابير وقواعد للمخربين، انها البيت المزدحم إلى حد مريع، والذي يسكنه أتعس تعساء الاحتلال الإسرائيلي الذي لم ينته، لاجئون من الجيل الرابع والخامس صنعتهم إسرائيل بيديها، وسجنتهم قبل 13 عاماً في أكبر سجن في العالم، وتتوقع منهم منذ ذلك الحين أن يبقوا هادئين.
في الحقيقة، اتضح أن هذه حادثة منسية، وغير مهمة، ولا تثير الاهتمام. فالإسرائيليون، في أغلبيتهم، لم يسمعوا ما حدث باسمهم في دير البلح. «هذا كان هدفاً بسيطاً، ولم يكن من المفروض وجود مدنيين فيه»، هكذا برر جهاز الدعاية في الجيش الإسرائيلي ما جرى. مرة أُخرى العرب هم مسؤولون عن موتهم. لم يكن من المفروض أن يوجدوا هناك. أين كان يجب أن يكونوا؟ في البحر؟ في الجو؟ لقد أطلقوا على العملية اسم «الحزام الأسود»، اسم جريء للغاية، علم أسود يرفرف فوقها. ماذا سيجري لنيرمين؟ من يهمه أمر نيرمين؟ نيرمين السواركة ابنة العاشرة التي لم يعد لها حاضر ولا مستقبل. في ليل 14 تشرين الثاني، قتل سلاح الجو أمها ووالدها وإخوتها الثلاثة، وعمها وعمتها وطفليهما الصغيرين. نيرمين بقيت وحيدة في العالم. مثل هذه الأمور يجب أن تصل إلى محكمة العدل العليا في لاهاي.
عن صحيفة «هآرتس» العبرية