عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2020

نقاط للحوار الوطني من وحي أزمة كورونا وما بعدها..التداعيات السياسية والاقتصادية والمجتمعية* د.عامر السبايلة
مواقع -
حرفية واقتدار المؤسسة العسكرية الأردنية في ادارة أعقد الازمات المعاصرة التي تواجه البلاد تحتاج الى جهد استثنائي يواكب التحولات الدولية ويجنب البلاد الهزات الارتدادية القادمة خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية.
 
المواجهة اليوم ليست قصيرة الأمد وهي مواجهة متشعبة سيدرك الجميع انعكاستها القادمة، لهذا فان إنجاح مهمة المؤسسة العسكرية يحتاج الى تفكير غير تقليدي في كيفية مواجهة الازمات القادمة والتي تحتاج الى رؤية استثنائية قادرة على الانتقال من مربع المتلقي للصدمات الى مرحلة استيعاب التحولات وتقديم حلول استباقية.
 
التحول المطلوب لمواكبة القادم يحتاج الى تغيير جذري في طبيعة التعاطي مع المسألة نظراً لحجم التحديات القادمة. حيث يعتبر الأردن أقرب في تركيبته المجتمعية الى دول مصر لبنان سوريا والعراق. وهي دول يعيش فيها الكثيرون دون تنظيم مهني واضح في صور أقرب الى الفوضى المهنية وارتهان المكاسب الاقتصادية بالعمل اليومي سواء القطاع التجاري او المهني وفي أغلبها هي نشاطات اقتصادية صغيرة غير قادرة على ضمان الديمومة في ظل أي خلل في العمل.
 
ان ضمان انجاح جهود المؤسسة العسكرية يستدعي تجنب الوصول بالضغط المجتمعي الى نقطة التفجير، بحيث يشعر الناس بأن حياتهم الحالية لا تقل خطراً عن المرض وأنهم في الحالتين أصبحوا عرضة لحياة تعيسة مما يمهد لفكرة رفض البقاء في المنازل باعتبار ان الموت من فايروس كورونا لا يختلف عن الموت جوعاً او ضجراً.
 
الخطر من التفجير المجتمعي الناتج عن استمرار حالة فرض حظر التجول والضغوط المعيشية سيزداد منطقياً مع مرور الأيام وازدياد حالة الضغط المجتمعي، وقد يؤدي ذلك الى تطور في عدد ارقام المخالفين تدريجياً.
 
لابد من تشكل حاضنة سياسية جديدة قادرة على القيام بدورها الداعم للمؤسسات الأمنية في جهدها عبر تقديم وإدارة وتنفيذ خطة وطنية تستوعب حجم الانعكاسات الاقتصادية على كافة تفاصيل الحياة العامة، والقطاع الخاص بكافة مستوياته.
 
يؤكد حجم الازمة على الصعيد الدولي على ضرورة ان تقوم الدول بتنفيذ حلول داخلية ووطنية خالصة نظراً لحجم الأزمات الدولية وانعكاساتها السياسية والاقتصادية على المشهد الدولي. مما يعني ضرورة ان يتعاطى الاردن مع الازمة ضمن رؤية اردنية خاصة وليس كنماذج مطبقة في دول أخرى.
 
من المهم جداً أن يتم تطبيق استراتيجية سريعة للانفتاح التدريجي تضمن عدم الوصول الى نقطة انهيار المنظومة الاقتصادية الصغيرة وخصوصاً المرتبطة بالأمن الغذائي.
ان التفكير في كلفة الاغلاق اقتصادياً وامنيا ومجتمعياً لابد ان يدفعنا للتفكير في نموذج عمل خاص بالأردن، مبنى على احداث تحول سريع في نمطية الإنتاج والاستهلاك، وتفعيل العمل الوطني العام عبر الاعتماد على الذات وإعادة صياغة علاقات الأردن مع محيطه بعيداً عن مسألة انتظار المساعدات من الدول عربية كانت ام اجنبية.
 
حمى الله الأردن من كل مكروه ووفق رجالاته وشبابه الوطني المتحفز اليوم ان يخوض معركته في الدفاع والبناء:
الدفاع عن الدولة ومؤسساتها وبناء الأردن الجديد القادر على مواجهة كافة التحديات.