عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jan-2020

قراءة في واقع الإعلام العربي - د. شهاب المكاحله

الراي - في دراسة حديثة قدمتها في ورشة عمل أممية عن واقع الإعلام في العالم العربي، بينت أن الوضع الراهن يتطلب من الحكومات العربية المزيد من الدعم للإعلام والصحافة التقليدية لأن هذا الإعلام هو الأصل ويجب أن يبقى المصدر الأول للمعلومة والحقيقة.

لقد أوضحت بالأرقام والنتائج ان كل المؤشرات تؤكد أن حرية الإعلام في العالم العربي تتراجع وفق المؤشرات الدولية ما يجعل الحرية الصحفية في خطر والمصداقية الإعلامية في خطر أكبر وهذا بحد ذاته جرم بحق سلطة من السلطات المؤثرة التي تشمل مؤسسات النشر الصحفي ووكالات الأنباء والإذاعة والتلفزيون في ظل ممارسة بعض الدول سلطات رقابية مشددة على الإعلام وعلى كل ما يُنشر.
وهنا تتحدث الدراسة عن أن هناك علاقة طردية بين الإبداع الصحفي والإعلامي ومستوى الحريات والديمقراطية. فكلما زادت القبضات الأمنية على الإعلاميين قل مستوى الحرية ما يقلل من إبداع الإعلامي والصحافي بسبب خوف أو وجل قد يطاله إن تطرق إلى ملفات أو موضوعات بعينها مثل الفساد والإصلاح السياسي.
فالإعلام من أقوى أسلحة الدول في العصر الحالي. كيف لا ونحن نعيش طفرة في عالم الاتصال والتقنية إذ لا بد فيها من خوض غمار المعركة الإعلامية بمهارة وحرفية لإيصال الرسائل ومعالجة الخلل الداخلي لتقوية الجبهة الداخلية وتحصينها من التلاعب الخارجي لأن الإعلام هو الأقرب إلى العقول والقلوب خصوصاً مع زيادة تأثير شبكات الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي التي يجب ألا تلغي دور الإعلام التقليدي بل تكون مساندة له.
في عالمنا اليوم، نعيش ثورات تقنية تتيح لنا الحصول على معلومات فورية وهنا تزيد فرص المخاطر الإعلامية الموجهة ذات التأثيرات السلبية على الأفراد والدول لأنها تبتعد عن الإنصاف والموضوعية في الكثير من الأحايين. فحين اندلعت ثورات الربيع العربي، ظهر معها تيار الإعلام الرقمي الذي تمكن رواده من تجاوز نفوذ وتأثير وسائل الإعلام التقليدية.
لماذا لم تمنح حكومات دول الربيع العربي صلاحيات وحريات أكبر لإعلامها التقليدي لمخاطبة الشارع ومعالجة القضايا الإنسانية؟ لماذا القمع للإعلام التقليدي وهذا ما أعطى الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي اليد العليا في مخاطبة عقول الشباب والتأثير فيهم؟ لماذا كانت سياسات الحكومات تلك في تحويل الإعلام الرسمي والمؤسسات شبه الحكومية والصحافة التقليدية إلى إعلام نمطي منفرٍ للقراء والمشاهدين والمستمعين على حد سواء؟ ومن المستفيد من ذلك كله؟
نحن أمام واقع مأساوي للإعلام العربي بكل تفاصيله، لذلك لا بد من أن ننتقل بسرعة بإعلامنا التقليدي إلى عصر الرقمنة مع الإبقاء على الخدمتين معاً دون إعطاء الإعلام الرقمي الأفضلية على الأعلام التقليدي أو الصحافة التقليدية. وهذا الامر يتطلب العمل بين الحكومات والمؤسسات الصحفية معاً من أجل وضع صيغة شاملة للنهوض بالمجتمع.