عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Aug-2020

خمس طرق لمنع الانتخابات - يوفال كارني

 

يديعوت أحرونوت
 
عادت الساحة السياسية امس الى نقطة البداية – الى الازمة الحادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس في موضوع ميزانية الدولة. ويهدد الطريق المسدود الذي علقا فيه بتدهور اسرائيل الى معركة انتخابات رابعة في غضون نحو سنة ونصف. كان يخيل للحظة أن الليكود وازرق ابيض توصلا الى حل وسط يمنع مؤقتا التوجه الى صناديق الاقتراع ويؤجل الموعد الاخير لإقرار الميزانية بمائة يوم اخرى تبدأ في 24 آب (الموعد الاخير اليوم لإقرار الميزانية). وقد اعلن نتنياهو بأنه استجاب لطلب الوزير يوعز هيندل والنائب تسفيكا هاوزر بتأييد مشروع قانون كتلتهما، كما أعلن أزرق أبيض وشاس عن تأييدهما لمبادرة الحل الوسط. غير أنهم استيقظوا أمس مع أزمة جديدة. وفي الليكود أعلنوا انهم لن يؤيدوا مشروع قانون النائب هاوزر الا بالقراءة العاجلة، وفقط اذا توصلوا الى اتفاق مع أزرق أبيض في موضوع الميزانية سيؤيدون القانون بالقراءة الثانية والثالثة. وفي أزرق أبيض يشكون من أن هذه المناورة من نتنياهو هدفها كسب الوقت ومنعهم من ان يؤيدوا غدا مشروع القانون المتفجر وبموجبه لا يمكن لرئيس الوزراء مع لوائح اتهام أن يشكل حكومة، وعليه ففي الحزب ينتظرون اللحظة الاخيرة كي يقرروا كيف يصوتون، حين يكون تأييد القانون معناه من ناحية الليكود كسر القواعد والتوجه الى الانتخابات.
وطلب غانتس من نتنياهو أمس ان يقر مشروع قانون هاوزر في غضون 24 ساعة، فأجاب نتنياهو: “لا حاجة لـ24 ساعة ولا لـ24 دقيقة. توجد ميزانية جاهزة”. وبعد ذلك اضاف: “فقط اذا توقف غانتس عن الصدام بنا وادارة حكومة داخل الحكومة – سيكون رئيس وزراء”.
قبل اقل من اسبوعين من الموعد النهائي للحسم: هل يوجد طريق للامتناع عن الانتخابات التي لا يريدها احد؟ هاكم السيناريوهات المحتملة لـتواصل الازمة:
 
تأجيل إقرار الميزانية
الإمكانية الواقعية والاكثر معقولية لمنع الانتخابات والتي ستطرح على التصويت غدا بالقراءة العاجلة، ولكن حتى عليها لا يوجد توافق. الليكود مستعد لأن يؤيد بالقراءة العاجلة أما أزرق أبيض فيطالب بتشريع سريع. هدف الليكود: خوض مفاوضات على ميزانية لسنة واحدة بين القراءة العاجلة والقراءة الثانية والثالثة وعندها يقرر اذا كان سيؤيد أو سيتوجه الى الانتخابات. هدف أزرق أبيض: إقرار القانون، وخوض مفاوضات على ميزانية الدولة في الاسابيع القادمة بحيث لا يكون معنى لاقرار ميزانية لسنة واحدة لشهرين – ثلاثة اشهر.
الالتزام بالاتفاق
هذه الحقيقة ليست موضع جدال: نتنياهو يخرق الاتفاق الائتلافي الذي وقع عليه قبل نحو شهرين ونصف فقط. البند 30 في الاتفاق يقول انه بعد 90 يوما من ترسيم الحكومة ستجاز ميزانية لسنتين للعامين 2020 و 2021. بل يظهر في الاتفاق عقاب لا احتمال في ان يحترمه نتنياهو، بأنه اذا لم يلتزم رئيس الوزراء بالاتفاق سيخلي مكانه لغانتس. والمعنى هو أنه يمكن منع الانتخابات اذا التزم نتنياهو بالوعد الذي قطعه حسب الاتفاق، “بلا حيل وبلا احابيل”، كما اعلن عشية تشكيل الحكومة. هل هذا سيحصل؟ الاحتمال متدنٍ. لماذا؟ لان نتنياهو يسمع كبار في الليكود يقولون له: “اذا تخليت على ميزانية لسنة واحدة، فان غانتس سيكون رئيس الوزراء”.
غانتس يتنازل
يتمسك غانتس بالاتفاق، وموضوعيا هو محق. ولكن هل تقع المسؤولية على كاهله ايضا؟ بالتأكيد. توجد طرق عديدة للكفاح ضد نتنياهو الذي قرر عدم الالتزام بالبند موضع الحديث، ولكن الطريق الاكثر تطرفا هو السماح له بجر دولة اسرائيل الى الانتخابات.
في الايام الاخيرة بدا غانتس مصمما على رأيه على الا يتنازل في الموضوع. وقال له بعض مقربيه: “اذا تنازلت له الآن – فلتنسَ اتفاق التناوب”. وسمع غانتس كل التحذيرات ورأى الاضواء الحمراء التي اشعلت بعد تشكيل الحكومة. ولكنه لم يعتقد انها ستتفكك بهذه السرعة. فهل سيتراجع؟ المؤشرات تدل على أن لا.
إيجاد حلول ابداعية
بسبب الخوف من رعب حملة انتخابات رابعة، طرحت مصادر سياسية مختلفة عدة حلول مثيرة للاهتمام. مسؤول في الليكود طرح اقتراحا ابداعيا ولكنه غريب: أن تقر الحكومة ميزانية لسنة واحدة ولسنتين، ولكن الكنيست تقر ميزانية لسنة واحدة فقط للعام 2020. والهدف: الوصول في الحكومة على اتفاق ميزانية لسنتين منعا لنتنياهو من حل الحكومة قبيل اقرار الميزانية القادمة في آذار 2021. في محيط غانتس رفضوا الفكرة تماما: “لا يوجد اي مفعول لاقرار ميزانية في الحكومة اذا لم تجاز في الكنيست. في مثل هذه الحالة يبقى بوسع نتنياهو حل الحكومة”. وطرح مصدر سياسي كبير اقتراحا آخر مثابة مثل وسط مبايي يلتقي فيه الطرفان في الوسط: اقرار ميزانية حتى 31 اذار 2021. احتمال ذلك ضعيف.
تشكيل حكومة ضيقة
في هذه الايام ايضا يحاول نتنياهو تشكيل حكومة بديلة ضيقة بدون أزرق أبيض لمنع انتخابات في الشتاء، ولكن هذه خطوة سياسية معقدة: حتى بعد ربط يمينا بمثل هذه الخطوة، يبقى مع 59 نائبا فقط. والمعنى هو أنه سيحتاج لفارين آخرين من صفوف أزرق أبيض، ديرخ ايرتس او حزب ا لعمل. حتى الان رفض كل الفارين المحتملين الانضمام الى مثل هذه الحكومة او نفوا العلاقة بالأمر. في الماضي حاول نتنياهو تفكيك كديما ولكنه لم ينجح. في الماضي الاقرب حاول تجنيد فار من أزرق أبيض وفشل. احتمال ذلك ليس عاليا اليوم أيضا.
على الورق فقط لغانتس ايضا توجد امكانية لحكومة ضيقة. ائتلاف “مضاد لبيبي” يعد اليوم في الكنيست 61 نائبا. ولكن ما لم ينجح من قبل، حين رفض هيندل وهاوزر تشكيل حكومة أقلية بدعم القائمة المشتركة، لن ينجح هذه المرة.