عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-May-2019

أیها الیمین العزیز.. أنقذنا - برئیل تسفي
ھآرتس
یا أیھا الیمین العزیز، أنقذ دولة إسرائیل، ھكذا یتوسل الوسط – یسار. عین علینا رئیس حكومة یمكننا التفاخر بھ؛ ارفع عنا قبح قانون الحصانة، أعد لنا الدیمقراطیة الرائعة التي عرفناھا؛ ارحم محكمتنا العلیا. أیھا الیمین المتنور، تذكر زئیف جابوتنسكي ومناحیم بیغن، طھر صفوفنا من میكي زوھر ومیري ریغف وابعد عنا یاریف لفین وجلعاد اردان. تخلص من الشراكة المقرفة مع بتسلئیل سموتریتش والحاخام مغور وبالاساس، ابعد عنك بنیامین نتنیاھو.
نحن على استعداد للذھاب معك الى أي مكان تذھب الیھ. سنتمسك حتى بأیدیولوجیتك، ألم تر ذلك، تقریبا وافقنا على عدم دعوة العرب إلى القاء خطاب في مظاھرة الاحتجاج. لن نتخاصم معك على قانون القومیة. سنفحص معك بتعاطف التعلیم المنفصل في الجامعات وفي المدارس الثانویة. لن ننسحب من المناطق. سنواصل الحصار على غزة، وربما سنذھب معا لاحتلال القطاع. نحن الوسط – یسار، نؤدي التحیة لك فقط اذا وقفت قوي حتى نھایة الیوم ولم تتراجع.
حتى الآن لم یكن بالامكان التعامل بجدیة مع ھذه الدعوات، لأنھ في اسرائیل لا یوجد مخلوق اسمھ
یمین متنور ونقي ولیبرالي. في الیمین الاسرائیلي لا یمكن الفصل بین اللیكود واسرائیل بیتنا، وبین
ریغف وجدعون ساعر، وبین الدفاع عن المحكمة العلیا وبین لفین، بین نتنیاھو وبین قانون الحصانة وفقرة الاستقواء. الیمین في إسرائیل ھو رزمة تشمل كل شيء. ولكن إذا تم حل الكنیست
وذھبت الدولة الى انتخابات فلیس فقط الوسط – یسار سیحصل على فرصة اخرى نادرة، ربما لمرة واحدة، من اجل اصلاح الاخطاء القاسیة التي ارتكبھا عندما أراد أن یجلس تحت ظل ایدیولوجیا الیمین.
ایضا جیوب العقلانیة في الیمین، التي تعتبر نتنیاھو مجرم، حتى لو لم تتم ادانتھ بعد بقرار حكم قاطع، والتي تحترم المحكمة العلیا والدیمقراطیة، یمكنھا أن تحظى بالعفو. ھذه الجیوب التي تم تلطیخ اسمھا من قبل زعیمھا والتي اضطرت الى الوقوف تحت سقف واحد مع زعران ومحتالین، تستحق تقریر مصیر جدید بحیث یسمح لھا بأن تسیر برأس مرفوع والتفاخر بأیدیولوجیتھا، ولیس
تجنیدھا للسید من اجل انقاذه من السجن.
حزب یثق بنفسھ وبدعم الجمھور لمواقفھ السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة یجب علیھ تبني الانتخابات كمسار للھرب من تشخیصھ كحركة خارجة على القانون.
صحیح أن نتنیاھو لا یمكن اخراجھ من اللیكود، لكن یمكن فصل اجزاء سلیمة في اللیكود عن نتنیاھو. ھذه العملیة قام بھا في السابق ھذا الحزب عندما استقال اریئیل شارون منھ وشكل كدیما. وھذا لیس المثال الوحید على انقسام حزب بعد أن جف الصمغ الذي حافظ على وحدتھ. مؤیدو اللیكود الذین سیقررون الانفصال لا یجب علیھم الخوف من انتصار الیسار. غیر القائم لا یمكن أن ینتصر. في الخارج ینتظرھم حزب یمین سوي باسم ازرق ابیض. معا یمكنھم اقامة كتلة كبیرة وموحدة من الیمین العقلاني وغیر المسیحاني بحیث تسمح لنتنیاھو بتكریس كل وقتھ لادارة محاكمتھ.
في الحقیقة، ھل لم یبق في اللیكود اعضاء عقلانیین ولیبرالیین ویؤیدون الدیمقراطیة؟ ھل المنارة
الوحیدة للیمین ھي جدعون ساعر الذي بشجاعة فوق بشریة انتقد نشاطات الجیش الإسرائیلي في غزة وایضا ھاجم قانون الحصانة وقال إن الأمر یتعلق بـ ”اكبر قدر من الضرر وأقل قدر من الفائدة“. ساعر وحده لا یمسك بیدیھ العلاج السري للشرخ العمیق في المجتمع الإسرائیلي. على
الارجح ھو یمكنھ أن یكون بدیل لنتنیاھو. وھذا لیس كثیر في ھذا الموسم. ھو لیس عصا قطنیة جمیلة یمكن حولھا الصاق حكومة وحدة یندمج فیھا الأزرق مع أزرق ابیض، من اجل استئصال لابسي القمصان البنیة والمعاطف السوداء الطویلة، واستئصال مصدر العفن في مقر رئیس الحكومة في شارع بلفور.
ھناك طریقتان: اقامة حزب وسط – یسار صلب. أو اقامة حزب یمین – وسط عقلاني. وعندما یكون الوسط نفسھ یمین. إذاً یبقى لنا فقط خیار واحد.