عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Oct-2019

الانتخابات في فلسطين هي الفرصة الأخيرة ..! - د.عبد الرحيم جاموس

 

الدستور - لقد بات اللجوء إلى إجراء الإنتخابات المتتابعة برلمانية ورئاسية ووطنية هي الفرصة الذهبية والحل الأنجع، لإنهاء أزمة النظام السياسي الفلسطيني، التي أحدثها إنقلاب حركة حماس في 15/6/2007م، واستعادة زمام المبادرة في مواجهة الصلف الصهيوني والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته.
وبعد مرور أكثر من اثني عشر عاماً على هذا المأزق السياسي والدستوري الذي أحدثه الإنقلاب، وبعد فشله الذريع في تحقيق أغراضه التي كانت تصبو إليها حركة حماس خاصة، وجماعة الإخوان المسلمين ومن يقف خلفها بصفة عامة، تأتي الدعوة للانتخابات من قبل الرئيس الفلسطيني أبو مازن لتمثل سلماً للهبوط عن رأس الشجرة التي إعتلتها حماس والقوى الداعمة لإنقلابها.
لقد سقط رهان جماعة الإخوان المسلمين على نجاح حماس في خطف القضية الفلسطينية وإسقاط م.ت.ف، والحلول مكانها في تمثيل الشعب الفلسطيني والتحكم في قضيته، وبعد فشل المشروع الإخواني في الإستيلاء أيضا على الحكم في العديد من الأقطار العربية من خلال خطف الانتفاضات الشعبية التي جرت في بعض الأقطار، بات في حكم المؤكد أن تقف حركة حماس أمام الحصاد المُر الذي جناه الشعب الفلسطيني من خلال تهورها وإنقلابها، وأن تدرك جيداً وبصورة لا رجعة عنها أن إسقاط م.ت.ف وحركة فتح لا يمثل سوى رغبة وأهداف أعداء الشعب الفلسطيني، وعليها أن تدرك أن الشعب الفلسطيني وقضيته يستحيل إختزالهما في تيار أو حزب أو فصيل، فهما أكبر من كل هذا وذاك، وعليها أن تدرك أن الكلمة الفصل دائماً وأبداً ستبقى للشعب الفلسطيني بكل تشكيلاته وكل أطيافه دون إقصاء لأحد ودون إستفراد من أحد مهما علا شأنه، فالشعب هو مصدر الشرعية، وهو مصدر السلطة وهو من يمنح الشرعية للقرار وللبرنامج النضالي والسياسي، وليس تلك الأحزاب العابرة للدول، وغيرها من القوى الإقليمية والدولية، فالشعب الفلسطيني شعب مكافح ومناضل وحر ولا يقبل من أحد أن يقرر مصيره أو يملي عليه ما يشاء نيابة عنه، فهو من يقرر مصيره بنفسه.
وبعد فشل كافة الجهود والحوارات والإتفاقات السابقة في إنهاء حالة الإنقسام وما نتج عن الإنقلاب، لم يبق من وسيلة فعالة سوى التزام الجميع بالتوجه إلى الانتخابات وليكون صندوق الإقتراع هو الحكم بين الجميع، وأن يقبل الجميع بالنتائج التي تتمخض عنها الإنتخابات.
هكذا يأتي التوجه الصادق للرئيس محمود عباس أبو مازن لإجراء الإنتخابات المتتابعة برلمانية ورئاسية ووطنية، يمثل الحل الأمثل والفرصة الذهبية والأخيرة لجميع القوى الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، وقد شرع بالفعل بترجمة هذا التوجه، بتوجيه كل من الحكومة ولجنة الإنتخابات العامة لإتخاذ كافة الإجراءات لأجل إتمام وإنجاح تلك الإنتخابات المزمع إجراؤها، وعلى مستوى قيادة فتح وم.ت.ف جرى أيضا إعتماد هذا التوجه، وشكلت اللجان القيادية المعنية من أجل التحاور مع كافة القوى السياسية كي تكون هذه الإنتخابات بمشاركة الجميع ودون إقصاء لأحد، وأن تكون شاملة قطاع غزة والضفة والقدس كوحدة جغرافية واحدة.
إن المسؤولية الوطنية تحتم على جميع القوى والفصائل إزالة كافة العوائق والعقبات كي تتم هذه الإنتخابات في أفضل الظروف والشروط الوطنية والديمقراطية، وضمان مشاركة الجميع فيها، وإعادة بناء المؤسسات الدستورية وإخراج النظام السياسي من النفق المظلم ومن الأزمة التي باتت مستعصية على أي حل، غير حل الإنتخابات العامة والمتتابعة.
فهل تغتنم حركة حماس هذه الفرصة، التي توفرها الانتخابات، وتتخلى عن أوهامها وإمتيازاتها التي وفرها الإنقلاب ..؟!، وهل تعمل مع جميع القوى على إستعادة الوحدة الجغرافية واللحمة الوطنية، وإعادة بناء النظام السياسي ومؤسساته على أسس ديمقراطية.
نعم إن الانتخابات المزمع إجراؤها تمثل الفرصة الذهبية والأخيرة أمام الكل الفلسطيني للخروج من هذه الأزمة المستعصية، وقد باتت مطلب كافة فئات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على السواء.
وبناء عليه لتسقط كل الولاءات الفصائلية والجهوية والعشائرية أمام حقيقة واحدة وهي الولاء فقط للوطن وللشعب وللقضية.