عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2019

«سيطر على غضبك» - خولة كامل

 

الدستور- لقد أوصانا الرسول الكريم بتجنب الغضب، فالغضب من اكثر الافات الخلقية تاثيرا على الانسان ومن حوله، فترى الشخص الغاضب يتجنبه العديد من الناس لانهم يخشون ان يثور وياخذهم بذنب غيرهم، فالانسان الذي لا يستطيع ان يتحكم بنفسه من اكثر الاشخاص الذين يستحقون الشفقة، فكم من انسان غضب ودمر كل معنى جميل في حياته، فالامثلة كثيرة على بيوت ابتليت بهكذا اشخاص بلحظة غضب اودت بحياة اسرة كاملة.
فالشخص الغاضب لا يفضل الناس التعامل معه، فهو كمثل البركان لا يُعرفْ متى سينفجر، ويصب جام غضبه على المحيطين به، فهو لا يتورع ان ياخذ جميع الناس بجريرة شخص واحد، فهو صعب المراس لا يستطيع ان يتفاهم معه اي انسان، لانه يعتقد اذا ما هاج وماج سيخضع الطرف الاخر لمطالبه، وليكون غضبه وصراخهم وتكسيرالاشياء من حوله، انما هي ورقة ضغط وتخويف على من يخالفه؟!
فالشخص الذي اعتاد على الغضب انما هو شخص ضعيف عاجز، ليس بمقدوره ان يبين وجهة نظره فيلجا الى الصراخ الغير مجدي، كي يضع غيره تحت مقصلة مبتغاه فيتصور انه قد نجح وبالضربة القاضية، اذن يتبادر الى الاذهان كيف يمكن علاج الاشخاص الغاضبون؟!  ان سيطرة الانسان على غضبه تعتبر من انجع الطرق لعلاجه، فالمسالة لا تاتي بين ليلة وضحاها، ولكن بشكل تدريجي، يشعر الانسان مع المداومة على التحكم في غضبه بالراحة والسكينة، لانه عرف معنى ان يكون شخصا حليما هادئا، لا يترك لنفسه العنان فيغضب ويثور ويقع في المحظور والذي قد يندم عليه لاحقا.
ان الغضب عادة سلوكية غير حميدة، فالغاضب عليه ان يمتلك العزيمة القوية والارادة الصادقة للكف عن هذه العادة، فهو انسان مريض يؤذي نفسه اولا قبل غيره، ويؤذي اقرب الناس اليه لانه ببساطة لا يستطيع احد التنبؤ بما قد يفعل اذا ما ثار وغضب، فما اكثر الغاضبون في ايامنا هذه وما اكثر الماسي التي قد تنجم جراء غضبهم، فما اشد بؤسهم فكم من انسان غضب لاتفه وابسط الامور، فادت به الى اقتراف جريمة حتى في اقرب الناس اليهم، وما اكثر القصص في ذلك منهم من يغضب لصورة لا تعجبه واخر لنقص الملح في الطعام وثان لخسارته في سباق واخر يغضب لنزول المطر على رأسه؟!