عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Aug-2025

لماذا الأردن ؟*د. محمد كامل القرعان

 الراي 

لم يكن الأردن يومًا دولةً عادية في محيطه، فهو رغم محدودية موارده يقف بثبات في قلب العاصفة، حاملاً عبء الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. هذه المكانة جعلت منه هدفًا لمحاولات متكررة للتشويه والضغط والتضليل، سواء عبر الإعلام أو عبر الحملات الممنهجة التي تسعى للنيل من صورته وقيادته.
 
الأردن يُستهدف لأنه بوابة الاستقرار في منطقة مضطربة؛ فمنذ نشأته وهو يوازن بين مصالح القوى الكبرى، ويحافظ على تماسك مجتمعه، ويمنع تمدد الفوضى إلى حدوده. ويُستهدف لأنه صوتٌ عاقل في زمن الضجيج، وملاذ للباحثين عن الاعتدال والوسطية في مواجهة التطرف.
 
كما أن موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية، ورفضه لكل محاولات تصفية حقوق الشعب الفلسطيني، جعله عرضة لحملات تضليل تقودها جهات لا يروق لها أن يبقى الصوت الهاشمي مدويًا دفاعًا عن القدس وحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة.
 
إلى جانب ذلك، يشكّل الأردن نموذجًا في تماسك الداخل؛ فرغم الأزمات الاقتصادية وضغط الأوضاع، يظل الشعب الأردني وفيًا لقيادته ووطنه، مدركًا أن كل ما يُثار من حملات إعلامية مسمومة هدفه ضرب هذه العلاقة المتينة.
 
ويبقى الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي، صخرة تتحطم عليها المؤامرات، ودرعًا للأمة في وجه المخططات. وتبقى عمّان، عاصمة الوفاء والصمود، عصيّة على المؤامرات، قاطعة الطريق على نتنياهو ومشروعه التلمودي، ومانعة لمحاولات بعض الجماعات الإرهابية اختراق الداخل وزعزعة أمنه واستقراره. هكذا يثبت الأردن أنه سيظل في طليعة حماة القدس وفلسطين، وركيزةً للاستقرار في المنطقة.