مجلة كل العرب -
الدكتور عثمان السعدي الأكاديمي و السياسي الجزائري المعروف، و الذي كان سفيرا للجزائر بأكثر من دولة منها العراق و سوريا. يقول قبل سنوات بعيدة:
- كنت سفيرا بالعراق عندما استدرج العراق عروضا دولية للسكك الحديدية العراقية، و كانت الجزائر من ضمن الدول المقدمة عرضها. اتصلوا بي من رئاسة الجمهورية الجزائرية و طلبوا مني مقابلة نائب الرئيس صدام حسين لدعم العرض الجزائري. بعد أن تم تحديد موعد لي، عرضت عليه طلب رئاسة الجمهورية الجزائرية. فورا اتصل بوزير التخطيط العراقي و طلب منه الحضور مع كافة العروض المقدمة. عند حضوره قدم لنائب الرئيس كافة العروض مع ملاحظات الوزارة على كل عرض عالمي. اصبت بإحراج كبير لسببين: الأول ان العرض الجزائري كان الاغلى، و لأنه مقدم باللغة الفرنسية فقط (حتى العرض الفرنسي كان باللغتين الفرنسية و الانكليزية).. المهم قلت للسيد النائب أنني سأتصل بالسلطات المعنية بالجزائر لإعادة تقديم العرض بأسعار مناسبة.
إلتفت السيد صدام حسين و قال لوزير التخطيط: يعتمد العرض الجزائري و يسجل فارق السعر الاغلى تحت بند مساعدة اخوية من العراق للجزائر.
خرجت مذهولا من هذا التصرف العربي النبيل و الأخلاقي.
بعد عدة سنوات كنت سفيرا بالعاصمة السورية دمشق، و حدثت ذات المسألة و كانت الجزائر كانت مقدمة عرضا لسوريا ضمن العروض الدولية. أيضا اتصلوا بي من الرئاسة و طلبوا مني مقابلة النائب عبدالحليم خدام للطلب إليه دعم العرض الجزائري.
بالموعد المحدد مع عبدالحليم خدام شرحت له الموضوع، إلتفت إلي قائلا: "خيو .. الشغلة واضحة، تدفعوا لي عشرة بالمئة ارتب قبول العرض الجزائري، غير هيك ما راح يمشي، و عندي موافقات عمولة من دول أخرى".
أيضا خرجت من الموعد مذهولا مما سمعت و رأيت ..
هذه الشهادة تحدث بها الدكتور عثمان السعدي بالعديد من المناسبات و حتى لوسائل الإعلام كما أتذكر.. و الدكتور عثمان السعدي على قيد الحياة أطال الله عمره...
الكاتب الأعلامي والصحفي علي المرعبي رئيس تحرير مجلة كل العرب