عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Dec-2019

أكبر أضرار نتنياهو

 

هآرتس
 
أسرة التحرير
 
التقى بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء في ليشبونا مع وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، وبحث معه في السياسة تجاه إيران. قبل يوم من ذلك التقى نتنياهو رئيس أزرق أبيض بيني غانتس، وبحث معه في امكانية تشكيل حكومة وحدة. وفي اطار ذلك تأكد من ان “محيطه” سيواصل التحريض ضد الرجل الذي تجرأ على طرح نفسه على الانتخاب في الليكود امامه – جدعون ساعر.
يعنى نتنياهو بكل شيء، باستثناء الاخفاق الأكبر لدولة إسرائيل، التي يقف على رأسها في العقد الأخير – نتائج اختبارات الفيزياء، التي نشرت هذا الأسبوع. فقد أظهرت هذه تراجعا مفزعا لتلاميذ إسرائيل إلى ما دون المتوسط الدولي في اللغة، في الرياضيات وفي العلوم، واساسا أشارت إلى فجوات متسعة بين الفئات السكانية المختلفة.
ان تجاهله الفظ لاخفاقات التلاميذ العرب في اختبارات الفيزيا هو الدليل الأوضح على الاهمال الاجرامي في قيادته. في إسرائيل تحت قيادته نشأت فجوة بين ثلاث إلى اربع سنوات بين التلاميذ اليهود والعرب؛ مستوى التلاميذ العرب أدنى من مستوى نظرائهم في أجهزة التعليم في لبنان، في الأردن، في اندونيسيا وفي كازخستان؛ أكثر من 50 في المائة من التلاميذ العرب في المدارس الثانوية يجدون صعوبة في فهم المقروء؛ معدل المتميزين العرب في اختبارات الفيزياء صفري.
الاخفاق ليس صدفة: فالميزانية السنوية للتلميذ العربي تبلغ نحو 24 ألف شيكل، في الوقت الذي يمول نظيره اليهودي بنحو 31 ألف شيكل، بينما التلميذ اليهودي – المتدين يمول بنحو 40 ألف شيكل. يدور الحديث عن تمييز تعليمي فظ، يؤدي إلى اهمال اجرامي بحق نحو خمس سكان إسرائيل. ان فرز المقدرات المشوهة يخلق طبقات تعليمية واضحة، تتقرر وفقا للانتماء الديني والقومي. هذا تمييز لا يمكن طمسه بدعوى الاهمال. قصور متواصل كهذا هو من فعل فاعل متعمد معني بتخليد الجهل، يجد تعبيره لاحقا ايضا في مصاعب الاندماج في سوق العمل وكذا في تعاظم الجريمة في المجتمع العربي.
عن هذا القصور مسؤول نتنياهو، شخصيا، هو رئيس الوزراء منذ نحو عقد، هو الذي يعين وزراء التعليم وهو الرجل الذي تحت قيادته نشأت هذه الفجوات الهدامة التي من شأنها أن تؤدي بإسرائيل إلى انهيار اقتصادي – اجتماعي. في دولة سليمة كان يكفي هذا الاخفاق لاستبداله.