عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2019

هل الصحافة الورقية في خطر؟ - د. جلال فاخوري

الراي -  حين ظهرت الصحافة الورقية كانت الثقافة تغط في سبات وكانت الشائعات والخرافات تتصدر ثقافة الشعوب وكانت الأخبار تتنقل من جهة إلى اخرى ببطء شديد إلى ان برزت الصحافة وحررت العقول من الجهل فكان لها فضل كبير على نشر الثقافة والوعي وسرعة نقل الخبر واسهمت الصحافة مع وسائل اخرى كمحطات الراديو والاعلان وما إلى ذلك من وسائل.

ومع مرور السنين وتعمق تعلق الناس بالصحافة باتت الصحيفة جزءا هاماً من الحياة اليومية في العالم كله واصبح الاستغناء عن الجريدة فضاء معتماً نسبياً لكثير من الناس والصحيفة بالعادة لا تقتصر على الخبر أو السياسة بل تتناول الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والاخلاقية والإعلامية والإعلانية ونشر مسائل الحروب والسلام والفكاهة وإعطاء الأمل وغير ذلك من وسائل بث الإيجابية في الحياة.
وبعد أن تعمقت المعرفة لدى الناس بسبب الصحافة جاءت المعارف الإلكترونية لتشيع في الناس نوعاً من التقدم التقني والعلمي مما يخطف النفس من الصحافة الورقية إلى الإنترنت والمواقع الاجتماعية بسرعة التواصل وانخطف كثير من قراء الصحافة الورقية إلى المواقع التي تبعث الارتياح لدى الكثير من تعريفهم على الاخبار والعلوم والاجتماع وما إلى ذلك وهكذا بدأت العقول تهاجر إلى الالكترونيات وتعزف عن الصحافة لكن من يعرف جيداً قيمة الصحافة الورقية لم يهجر الصحيفة الورقية وهكذا نرى انفسنا اما السؤال الملح التالي: هل تنقرض الصحافة الورقية وتتلاشى امام الصحافة الالكترونية؟ وهل يأتي يوم نتذكر فيه الصحيفة وما لها من فضل واثر ايجابي على العقل والثقافة؟ للإجابة على سؤال كهذا نسأل السؤال التالي بالمقابل:
هل تقدم الصحافة الإلكترونية اكثر ما تقدمه الصحافة الورقية؟ وهل الصحافة الالكترونية قادرة على الوصول إلى كل الاذواق خاصة الجيل الذي اعتاد على الصحافة الورقية؟ كثير من الأشخاص لا يستعملون الصحافة الإلكترونية ولا التواصل الاجتماعي ولا يعرفون كيفية استخدام الإلكترونيات.
صحيح أن الصحافة الورقية في أزمات مالية، لكنها ستبقى عنصراً اساسياً في نشر الوعي لدى الجميع وستبقى الصحافة الورقية مرجعية لا غنى عنها حتى في أحلك الظروف، وأمام هذه الأزمات خاصة المالية على الحكومات دعم الصحافة الورقية كعنصر أساسي في نشر الوعي والتقدم العلمي والتطوير الاجتماعي وعلى الحكومات أن تبقي على الصحافة الورقية كدلالة على تعددية الاراء وتنوع التطور والتشجيع على مواصلة دعم الصحافة الورقية كدعم للكثير ممن لا يستخدمون الصحافة الإلكترونية، فوسائل الإعلام كالتلفزة والإذاعة لا تنشر كل شيء اجتماعي، فتلون الثقافة عن طريق الورق والإلكترون والمسموع والمرئي ضرورة تقتضيها مسيرة التطور، الصحافة الورقية بتلاشيها تحكم على شعبها بتغييب الوعي، فهل يمكن أن يزول الكتاب يوماً ما كالصحافة الورقية؟ إنها مسألة شائكة تحتاج إلى دراسة وبحث ودعم مستمر ومعمق لإعادة صياغة دور الصحافة الورقية الوطني.