عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Oct-2019

الإنجاز... الحقيقة والانطباع - د.حازم قشوع

 

الدستور - يشكل الانجاز ذلك الهدف الذى تسعى اليه مسارات التنمية فى كل مجالاتها المعرفية والاقتصادية والحياتية، ويقسم الانجاز الى قسمين احدهما مباشر يقوم على انتاج حالة ملموسة واخر غير مباشر يقوم على ايجاد حاضنة ضمنية، وبين ما يمكن انتاجه ويمكن ايجاده من مناخات تتكون تلك المعادلة النسبية التى تقاس معدلات الانجاز فى الاتجاهين المباشر وغير مباشر وضمن معدلات قياس علمية.
حيث يقاس مقدار التاثير المباشر بواقع حجم الاستثمارات المحلية والدولية ومدى انعكاسها على مستويات التنميه والناتج الوطني الاجمالي ، اما الايجادية او المناخية منها ، فانها تقاس بواقع مقدار انعكاس ذلك على المستوى المعيشي للمواطن وعلى الحالة الخدماتيه المقدمه اضافه الى حجم المشاركه الشعبية فى صناعة القرار وسقف مناخات الحرية .
ولان الانجاز يتكون من استراتيجيات موضوعية، ويعمل وفق رؤية واقعية ويسعى تجاه تكوين منتج او حالة بهدف ايجاد صورة ومضمون ، لذا كان القياس الحقيقي للانجاز يتاتى من محصلة الحقيقه والانطباع ، حيث يكون المضمون تكون الصورة، فيما تعتمد ادوات قياس المضمون على ميزان ذو كفتين يقاس من خلالها المنتج والعائد بينما كان ميزان قراءه الصوره يتكون من تيرمومتر فى اتجاه واحد ، ذلك لان حالة القياس فى المضمون تستند الى نظام الاستثمار مقابل الارباح بينما يتم احتساب الميزان الانطباعي من مقدار تشكيل دوائر التاثير الذي شكلته الصورة الكلية ويتوسع بتوسع دوائر الاثر والذي يحسب معه حجم الاثر او مقدار النفوذ .
الاردن الذى يعيش وسط مناخات موضوعية اقليمية كبيرة، ومناخات سياسية واقتصادية طاردة، حملت اجواؤها صوره انطباعيه على المشهد الاردنى ، واثرت تداعياتها السلبيه على الجانب المحلى، عندما ادت الى ايجاد مناخات ضبابيه على حقيقه المنجز الاردنى الذى يحسب انه حقق انجاز على كافه الاصعده مقارنه بما تم تحقيقه فى الدول المجاوره على الرغم من امتلاكها موارد بشرية اكثر وموارد طبيعية اكبر .
فلقد استطاعت الاردن مجابهه رياح التغيير الجارفة بالتفاعل الايجابي الذى حافظ فيه على المنجزات ومناخات الحريات، كما استطاع الاردن ان يقدم رسالته الامنيه والانسانيه برغم من سخونه الاحداث وارهاصات المشهد الاقليمي ، وكما واكد الاردن تمسكه بثوابته تجاه القضايا المركزيه للامه ، ونجح الاردن ايضا فى تحصين مجتمعه من الاختراق الضمنى او الاختراق المباشر الذى حاول البعض ممارسته لزعزعه حالة الاستقرار الداخلى ، فلقد حافظ الاردن بالمحصله على مكانته الاولى فى صداره المنطقه عندما حمل مجتمعنا الاردني سمة الدولة المستقرة والامنة.
لذا كان حري بنا ان تقول عن الاردن على الاقل بما فيه وليس ان نصدق ما نسمع عنه من بعيد ونحن فيه ، وعلى الرغم مما قد يسوقه البعض من مسوغات ضمنيه تجاه الاردن ومنجزاته الا ان عمان مازالت العاصمة الاكثر تطورا و دافوس غدت فى البحر الميت والعقبة التى حصان الرهان لمستقبل السياحة فى المنطقه عندما تنجلي الغمامه وتظهر حقيقة الصورة بانتهاء غبار الاقليم الذى يبدو انه بدا بالانحسار او باعاده التموضع الضمنى .
صحيح، ان الاردن لا يستطيع التاثير وحده فى الظرف الاقليمي السائد ، لكن ما هو صحيح ايضا ان المجتمع الاردني قادر ان يدعم حركه انحسار الغبار على الاقل من فوق الاردن باتباع منهاج جديد يقوم على بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات الدستورية، وهو العامل الذى به معه نستطيع تعظيم درجة التحصين المجتمعي وبناء منطلق جديد يقوم على بناء الثقة من أجل ايجاد حقيقة الصورة وتبديد الصورة الانطباعية التى مازالت تغيم على شمس الاردن الذهبية فى المعنى والمضمون ، وهذه المبادرة لا تكلف الحكومة انفاقا زائدا لان ادواتها جميعها بيدها ، فهل نحن امام مبادرة جادة تنطلق من اجل ذلك، من اجل اظهار الصورة الحقيقية، عبر ايجاد المناخات الايجابية للانجاز.