عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jun-2024

الشناق يكتب: قصة مع شردم
عمون
 
العميد المتقاعد عادل صيتان الشناق
 
ليس كل إداري قائد، وليس كل قائد إداري ناجح،،، رحم الله هذا الرجل هو قائد بالفطره ورجل بالفطره وصاحب موقف بالفطرة، قلما عاصرنا في زمنه من هو مثله، لا أقول ذلك تزلفا ولا نفاقا لأحد وإنما من تجربة شخصيه عشتها مع هذا القائد الذي لم انسى ولن انسى كل كلمة صدرت عنه في حينه،
 
لقد قمت في العام ١٩٨٣ وعندما كنت برتبة م١ بمخالفة تعليمات الطيران الليلي المنخفض وخرجت خارج المسار المخصص للرحله واخترقت حاجز الصوت على ارتفاع ٣٠٠ قدم ليلا مما تسبب في اضرار في اكبر مدن الشمال اضرار ماديه ومعنويه وبعضها جسميه، حيث بلغ عدد الشكاوي المقدمه إلى قيادة سلاح الجو في حينه ما يزيد عن ٧٠ شكوى، احداها من محافظ اربد ومدير الشرطه والدفاع المدني والعديد من الجهات والأشخاص، وبعد هبوطي في القاعدة كان جمع غفير بدءا من قائد الجناح وقائد القاعده وقائد السرب بانتظاري لارسالي إلى المقصله لأعدامي، تم ايقافي فورا عن الطيران وشرعوا جميعهم في كيفية محاكمتي وما سيترتب على هذه المخالفه حيث عشت أيامها ظرفا نفسيا قاسيا بين تأنيب الضمير وبين الندم، حيث كان أقل حكم يمكن أن يصدر بحقي هو تأخير اقدمية لمدة سنه حيث أن هذا الحكم سيحطم كل الجهود التي بذلتها وانا تلميذ مرشح لمدة ثلاث سنوات لكي احصل على المركز الأول في دورتي،،، ولكن قدر الله وما شاء فعل حيث أصر المرحوم إحسان باشا على طلبي إلى قيادة السلاح ومحاكمتي شخصيا ووجاهيا،،،
 
مرت أياما وانا اعاني وضعا نفسيا ثقيلا وفي الليلة التي سبقت المحاكمه لم يغمض لي جفن وكنت أضع سيناريوهات المحاكمه وكيف ستكون ردة فعلي فيما اذا كان الحكم يقضي بتأخير اقدميتي،،،، وحصلت المفاجأة وعندما حضرت إلى باب مكتبه كان حرس المحاكمه العقيد صالح الحنيطي رحمه الله وبدأت إجراءات المحاكمه ( تاهيا، إلى الأمام سر، قف) وكان امامي هذا القائد الذي انحني له احتراما،،، فقال على الفور مخاطبا قائد الحرس صالح الحنيطي ادخل هذا البطل ( يقصدني انا ) وانصرف يا صالح واتركنا لوحدنا،،،، وقال : م١ رقم ٢٢١٤٢ عادل الشناق قلت نعم سيدي، قال اجلس على الكرسي فأنا لا احاكم الابطال فجلست وكأني احلم ماذا جرى، ما الذي يحدث،،، ثم اردف قائلا عندما كنت بعمرك كنت قد فعلت اكثر مما فعلت انت وكنت اطلق مدفع الطائره في أعراس الشعلان،،، ولكني أخشى عليك من الموت وفقدان اهلك ووطنك لك فنحن بحاجة إليك وكنت أتمنى أن يكون كثير من امثالك في طيارين السرب ٢٥،، وعلى الفور اتصل بقائد السرب سعود نصيرات وأمره أن يقوم ببرمجتي على الطيران المنخفض عندما انا اريد ذلك،، ووجه لي نصائح اب لابنه، وقال حكمك هو حرمان علاوة الطيران لمدة شهر، عد إلى سربك ومارس عملك كما كنت وهذا رقمي اتصل بي عندما تحتاج إلى أي شيء،،،
 
عدت إلى القاعدة وكانت مفاجاءة قائد الجناح وقائد السرب مما حصل أثناء محاكمتي،،، وكان كلما التقينا في العديد من المناسبات كان رحمه الله يناديني بأسمي ويبادلني حضنا بحضن، ويسألني هل انت بخير وهل لا زلت تحب الطيران المنخفض فابتسم واقول بالتأكيد سيدي، ،،
 
رحم الله هذا القائد وأسكنه فسيح جناته بإذنه تعالى.
 
منقول من صفحة العميد الطيار المتقاعد طارق جيكات