عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Nov-2022

كتاب يتناول حضور الأدب العربي بين الألبان خلال مئة عام

  الرأي 

يُعنى كتاب «الأدب العربي في اللغة الألبانية»، الذي ألفه د.فتحي مهديو وترجمه إلى العربية إبراهيم فصل الله، بالحديث عن الأدب العربي الذي تمت ترجمته إلى اللغة الألبانية خلال مئة عام (1921-2021).
 
ويخلص الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» إلى اتساع هذا المجال من البحث، وإلى تأثره بعوامل كثيرة، من بينها العلاقات السياسية التي جمعت الأنظمة الاشتراكية بالدول العربية خلال الفترة التي يغطيها الكتاب.
 
وكان الكتاب قد صدر بالألبانية للمرة الأولى عام 2008، وفاز بجائزة أحسن كتاب لعام 2009 من المعهد الألباني للحضارة والفكر الإسلامي.
 
ويرى المؤلف أن زيادة عدد الترجمات الألبانية عن اللغة العربية، تشكل نقلة نوعية لحركة ترجمة الأدب العربي، وتقف شاهداً على حصاد نصف قرن من جهود الدارسين للغة العربية، من مؤسسي وخريجي قسم الدراسات الشرقية التابع لكلية اللغات بجامعة برشتينا، الذي أُسس في عام 1973.
 
ويشير إلى أن أهمية الكتاب، الذي وقعه ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، تنبع من قيمته بالنسبة للاستشراق وللثقافة الألبانيّة، وكذلك للدراسات الشرقية بصفة عامة.
 
ويوضح مهديو أنه اتخذ عام 1921 نقطة انطلاق لترجمة الأدب العربيّ إلى اللُّغة الألبانيّة، لأن تلك السنة شهدت تلاقحا ثقافيا بدأ بترجمة معاني المفردات لثماني سور من القرآن الكريم.
 
ويقول عن عمله البحثي لإنجاز هذا الكتاب: «قمت بأبحاثي عن الفترة المراد تغطيتها في الصُّحف اليوميَّة والدَّوريّات، وكذلك في الإصدارات الخاصَّة. وقد بذلنا وسعَنا لعدم إغفال أيّ شيء دون استكشاف»، ويضيف أنَّ هناك أسباباً موضوعية حالت دون وصوله إلى بعض دور النَّشر خلال حقبة ما قبل منتصف الخمسينات في جمهورية ألبانيا الاشتراكية الشعبيَّة.
 
ويؤكد د.محمد موفاكو الأرناؤوط في تقديمه للكتاب أن الكتاب «يعرّف القراء بحالة فريدة من التعارف والتفاعل والتثاقف بين شعبين جمعت بينهما الدولة العثمانية 400 سنة وأكثر». مضيفا أن اعتناق معظم الألبان للإسلام أدى إلى تدفقهم إلى المنطقة العربية سواء للدراسة في مراكز العلم (دمشق والقاهرة وبغداد وغيرها)، أو لأداء لدالحج والمجاورة في الأرض المقدسة (مكة والمدينة)، أو للخدمة العسكرية والإدارية كولاة وقضاة، وهو ما ساهم في عودتهم بمعرفة جيدة بالثقافة العربية والمؤلفات التي استفادوا منهم في التدريس والتأليف والترجمة.
 
يضم الكتاب ترجمات لأعمال مجموعة من أهم الكتاب العرب، من بينهم: طه حسين، ونجيب محفوظ، ونزار قباني، والطيب صالح، ومحمد ديب، وعبد الحميد بن هدوقة، ورشيد بوجدرة، ومالك حداد، ومحمد العروسي المطوي، وتوفيق الحكيم، ومحمود تيمور، وإحسان عبد القدوس، وعادل أبو شنب، وزكريا تامر، وغادة السمان، وغسان كنفاني، ويوسف إدريس، وألفت الإدلبي، وجورج سالم، ورياض عصمت، ومصطفى خليفة، ووليد إخلاصي، وعبد العزيز آل محمود.
 
يذكر أن مهديو وُلد عام 1944 في جمهورية مكدونيا الشمالية، وتخرج من مدرسة علاء الدين الإسلامية في بريشتينا، حيث درس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وتابع دراسته الجامعية في قسم الدراسات الشرقية في جامعة بلغراد، وتناولت ؤسالته للماجستير «ترجمات القرآن إلى اللغة الصربوكرواتية».
 
عمل مهديو في معهد التاريخ في بريشتينا، ثم ساهم في تأسيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة بريشتينا عام 1973، أستاذا مساعدا للغة العربية، حيث ناقش أطروحته للدكتوراة عن «ترجمات الأدب العربي إلى اللغة الألبانية».
 
تولى مهديو رئاسة قسم الدراسات الشرقية وانتخب عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية في دمشق عام 2001. وهو من أبرز الأسماء في الدراسات الشرقية في العالم الألباني ومن أغزرهم إنتاجا ومشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية. وقد جمع في إنتاجه العلمي بين مؤلفاته الرائدة في تعليم اللغة العربية لطلبة الدراسات الشرقية، وبين اهتمامه بترجمة معاني مفردات القرآن الكريم إلى لغات البلقان ليتفرغ بنفسه إلى إنجاز أول ترجمة كاملة ومباشرة لمعاني مفردات القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية التي صدرت في 1985، فاتحا الباب بذلك أمام ترجمات أ?رى تجاوزت العشرة.
 
وبالإضافة إلى ذلك، اهتم مهديو بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الألبانية والتعريف بأهم ممثليه من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث. وفي هذا السياق أصدر عام 1983 مختارات «الشعر العربي» التي تضمنت أهم الشعراء من امرئ القيس حتى محمود درويش، بينما أصدر له معهد الدراسات الشرقية في بريشتينا عام 2019 «دراسات عن الأدب العربي» ليكون عونا بذلك لطلبة الدراسات الشرقية.
 
أما المترجم السوداني الحاصل على الجنسية الكوسوفية إبراهيم فضل الله، فيجيد اللغات العربية والإنجليزية والروسية والألبانية. صدرت له عدة ترجمات إلى العربية منها: «الانتخابات الرئاسية الأميركية» لأمير بايروش أحمدي، رواية «خارج السكة» لإبراهيم قدريو، رواية «ملحمة صغيرة عن السجن» لبسنيك مصطفاي.