عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Aug-2020

الشرطة تفقد السيطرة على الاحتجاجات - بقلم: ران شمعوني

 

هآرتس
 
شرطة اسرائيل الغالية، بقراءة عادية لصحيفة يومية عرفت أنكم بحا­جة الى مخبرين والى مصادر معلومات من اوساط المتظاهرين في شارع بلفور (“هآرتس”، 23/7). أنا افترض أن لديكم الكثير من السير الذاتية وليس لدي نية في زيادة العبء عليكم. ولكني سأكون مسرورا لاعرض نفسي لوظيفة مخبر.
علي القول فورا: لم اتواجد حتى الآن في المظاهرات، وهكذا أنا بشكل واضح لست من “نشطاء الاحتجاج” من النوع الذي تبحثون عنه، لكني مستعد لأن اتعلم. اسماء النشطاء البارزين أنا اعرفها من الاخبار وعدد من افضل اصدقائي هم انفسهم متظاهرون، هكذا فان الخطوة الاولى نحو الداخل – والتي هي كما فهمت الحاسمة جدا في هذه المهنة – استطيع القيام بها بسهولة.
هنا، الآن وخلال كتابتي، ظهر في خيالي كيف سيسير العمل: سأخترق مجموعات فيسبوك التي اسسوها واتسلل الى محادثاتهم في الواتس آب. بمصادقة منكم سأنام هناك في الشارع قرب النشطاء واسمع ما يقولونه لبعضهم قبل الذهاب الى النوم. سأذهب معهم الى المظاهرات مستعربا – يساريا واذوب بينهم. كدليل على جديتي سأكون مستعدا لأن اتلقى في الميدان خراطيم المياه العادمة، بالقوة التي تريدونها، من اجل أن اكسب ثقة المتظاهرين وثقتكم.
أنا مقتنع بأنني استطيع أن اثبت نجاعتي وسريتي بالطبع؛ أنا لا أنوي أن اخبر اصدقائي بأي شيء. هم اصلا لن يصدقوا أنني سأكون قادرا على فعل شيء كهذا.
اصدقائي يقولون عني بأني شخص مستقيم، وهكذا يجب علي أن اعترف من الآن –من اجل علاقتنا وصالح المهمة– أنه يصعب علي التصديق بأن هناك انقلابا عميق ضد نتنياهو. اذا كان هناك شيء فيمكن أن يكون أن الحكومة قد ضبطت وهي غير مستعدة تماما للموجة الثانية من كورونا، هذه ايضا فرصة من اجلي كي اقول مع كل الاحترام بأنه من الصعب العيش هنا، لكنني في الحقيقة لا اريد الدخول الى شؤون السياسة والبحث طوال الوقت عما هو سيئ. خلافا للمتظاهرين أنا أعتبر نفسي في المقام الاول وطني من وطنيي الدولة، وبعد ذلك فقط مواطن.
غني عن القول أنني اعرف انكم لم تفكروا بي عندما فكرتم بمصدر معلوماتي. لقد تخيلتم نوع من اورلي بار ليف كهذه أو تلك، وفجأة حصلتم على رسالة مني. أنا لا اشعر بالإهانة. لكن الحقيقة هي أنه حسب رأيي أن الخيار الافضل بالنسبة لكم، حيث إن المتظاهرين لا يتعاونون معكم حقا. صحيح؟ لقد سمعت أنكم ألقيتم القبض على عدد منهم من اجل اجراء محادثات قصيرة قبل المظاهرات (“هل تنوي المشاركة في مظاهرة اليوم؟”)، وأنكم حاولتم فهم ما هي خطوتهم القادمة (“هل ستربطون انفسكم بالجسر؟”)، ولكن في هذه الاثناء ليس لديكم أي فكرة عن “كيفية وقف هذه الجلبة” مثلما أمركم بذلك الوزير امير اوحانا.
أنا أستطيع فقط التخمين كم أن كمية المعلومات المسبقة في المجال المكشوف والخفي هي موضوع غير بسيط. ولكن الواقع هو أن المظاهرات تتواصل وتتسع. ومن هذا الجانب يبدو أنكم قد فقدتم السيطرة وأنكم فشلتم وأن ما لا تعرفونه اكثر مما تعرفونه عن المظاهرة القادمة. وأنكم مشتاقون جدا الى أن ينتهي هذا. باختصار، انتم عالقون ولا تعرفون ماذا تفعلون.
العفو، العفو. أريد الاعتذار. لم ارغب في أن اظهر هكذا مثل فوضوي من الشارع. ولكن بربكم، بدلا من التوسل في التلفاز كي يفهموا ايضا لديكم، “الشتائم تؤلمني”، قالت شرطية في برنامج في القناة 13. ببساطة اعترفوا امام انفسكم: هذه المرة أنتم ضائعون. هذه المرة ليس الاصوليين أو العرب أو شخص ما، هذه المرة بعد كل محاولة تجنيد لكم سيكون هناك شخص ما “هيبي” سيذهب الى وسائل الاعلام. هذه المرة لا يمكن تجنيدهم بالاموال أو بالتهديدات.
 
ولكن أنا نعم، يمكن تجنيدي. بدون تهديد وحتى بسعادة. صحيح بعد أن نقمع الاحتجاج وعندما ننفصل، ربما يصبح كل شيء معروف. ربما سأتشاجر مع اصدقائي ومع ابناء عائلتي، وربما اجد نفسي وحيدا. ومن يعرف، ربما حتى سأخجل من نفسي في نهاية هذه الحملة. ولكني آخذ في الحسبان كل ذلك. انتم بحاجة الى أي مساعدة يمكنكم الحصول عليها. والحقيقة هي أنه لن تضرني بضعة شواقل في هذه المرحلة.