عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jun-2019

التطورات والصرعات (2) - محمد داودية
 
الدستور - كتبت هنا يوم 22 أيار الماضي أن "أتخن موضوع على النت يستمر يومين". ثم يطرده غيره من الموضوعات. فمثلا حل موضوع اسعار الأدوية محل موضوع ورشة المنامة. وحل موضوع مسلسل "جن" محل موضوع أسعار الادوية، ليستولي على مكانه موضوع الطفل المعنف. الذي سيحل محله موضوع جديد يستمر يومين او ثلاثة لا غير.
 
إذن لا حاجة، والحالة هذه، الى إصدار قرارات بمنع النشر في اي موضوع، مهما كانت درجة حِدّة و شِدّة تفاعل الرأي العام معه. ومهما تقصّد اصحابه الإثارة ولفت الانظار بعمل "خيله او صرعة".
 
مصفوفة القيم الوطنية ليست ثابتة –وهذا هو الطبيعي- بل هي متحركة متغيرة متبدلة، احيانا متقدمة الى الأمام، وأحيانا متراجعة الى الوراء.
 
التعليق الذي تعرض لمسلسل "جن" ولم يجرِّح الفريق الذي شارك فيه، جاء من الفنان الكبير الاستاذ بكر قباني: "ألم أقل لكم هذا زمن "الكومبرسات" في التمثيل والاخراج والإنتاج وكتابة النص؟"
 
أصبحت علامة فارقة على منصات التواصل الاجتماعي ان كل المواطنين يعلقون -وهذا حقهم-. وأن اكثر التعليقات تكون قاسية حادة عنيفة معنِفة. والملاحظ ان معظم المواضيع التي تحظى بألإهتمام تكون "over" وأن التعليقات عليها تكون "over" ايضا !!
 
بعض المعلقين يترفق بأبنائنا الذين يبالغون ويمارسون الشطط ويخطئون ويخرجون على القيم والتقاليد والآداب والذوق العام، فيدعون الى محاورتهم ومجادلتهم ونصحهم وبعضنا يمارس الشطط والغلواء ويخرج على القيم والذوق العام والقانون، حين يقرأ البوستات بروح المعلم الأكبر والموجه الأوحد وهو يمسك قلما أحمر بيد ومسدسا باليد الأخرى وسكينا بين اسنانه.
 
قال الرسول الكريم: «إن الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانه».
 
وحين نقرأ كتابات مختلفة مع السائد، تسبح ضد التيار وتعاكسه، نلاحظ ان كاتبيها يتعرضون للإساءات والتعنيف والقدح والسباب، في مبالغات تصل الى حد تقمص دور الدفاع عن الدين والمسؤولية عن حفظه !! وكأن الاسلام في خطر !!
 
الإسلام ليس قابلا للفناء ولا للضياع. ولا خشية على الإسلام من مسلسل من 6 حلقات و لا من 31 حلقة.
 
وعلى مر التاريخ، إنفثأت كل أشكال التعدي والتجاوز والتطاول على الإسلام ولم نعد نسمع عنها.
 
قال تعالى: "إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
 
وقال عليه السلام: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ".
 
وإن ألدّ أعداء الإسلام، لم يتمكنوا من المساس به، ولم يزيدوا الفلسطينيين والاردنيين، الا تمسكا بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ولم يزدنا استهدافها إلا ضراوة في الدفاع عنها.