عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2019

جندي سقط شهیدا - جدعون لیفي
ھآرتس
 
جندي سقط شھیدا. وجھ الطفل الذي یلبس النظارات، مسیرتھ الموسیقیة، عازف التشیلو، الوالدان اللذان ھاجرا من الاتحاد السوفییتي، الصدیق في الكونسرفتوار الذي عزف في ذكراه.
جندي سقط شھیدا. لقد كان یحمي میدانا للمستوطنین. فلسطیني بنفس عمره بالضبط قام بطعنھ
وقتلھ بسكین، وخطف سلاحھ. لقد كان جندیا في ”وحدة النار“، رجال مدفعیة تحولوا إلى حراس لمیادین المستوطنین.
جندي سقط شھیدا دفاعا عن منطقة محتلة، لا یوجد أي دولة في العالم تعترف باحتلالھا. جندي
سقط شھیدا دفاعا عن المستوطنین، المقتنعین بأنھم سادة البلاد وأنھم یعیشون في البلاد، اریئیل،
قلب الدولة النابض. حسب قول رون نحمان رئیس البلدیة السابق. جندي سقط شھیدا وكتبوا في
الصحف ”لقد سقط وھو بالمرصاد“.
الرقیب غال كایدن الذي قتل ھذا الاسبوع في مفترق اریئیل، سقط وھو یحرس الظلم. لذلك فقد
سقط عبثا. ھذا لیس فقط، ایھا الطفل الجشع، ”أنت لا تستحق ذلك“. من عناوین ”یدیعوت احرونوت“، وكأنھ لو لم یكن جشعا لكان سیستحق الموت في عمر الـ 19 .أیضا كان لقاتلھ عمر أبو لیلى وجھ طفل، ربما أیضا ھو كان جشعا، وأیضا ھو لم یكن یستحق الموت في عمر الـ.19
ولكن كایدن لم یكن یجب أن یموت، لأنھ لم یكن یجب أن یكون في اریئیل. الجیش الإسرائیلي لم
یكن یجب أن یكون ھناك. المستوطنون لم یكن یجب أن یكونوا ھناك. الجامعة والفندق والمنطقة الصناعیة والطریق السریع والفضاء الخاص، لم یكن یجب أن تكون ھناك. ھذا المظھر الكاذب، بأن اریئیل ھي إسرائیل وأنھا شرعیة وأن سكانھا شرعیون وأنھا ضمن الاجماع لأنھا ضمن الكتل وأنھا لن تخلى – كل ذلك من اجل منحھا الطبیعیة. ولكن تحت ھذا الغطاء یفور الجنون.
فقط شاب فلسطیني عنیف وشجاع وعنید یمكنھ أیضا التذكیر بوجوده.
لا یوجد شيء طبیعي في المیدان الذي سقط فیھ الجندي. رجل مدفعیة لا یجب أن یحرس محطة
مسافرین. لا یوجد مكان آخر في العالم فیھ الجنود یحرسون بالبنادق المصوبة مسافرین في محطات السفر. شاب إبن 19 لا یجب أن یعرض حیاتھ من اجل أن یجلس المستوطنون على ارض لیست ارضھم. ھذه لا یجب أن تكون مھمة شاب تجند للجیش الإسرائیلي واعتقد أنھ سیكون رجل مدفعیة. اذا كانت إسرائیل ترید المستوطنات فلتجد لنفسھا اشخاصا یعرضون حیاتھم للخطر بارادتھم من اجل المستوطنین، لتقیم فیلق من الاجانب الذین یحرسون المستوطنات، ویجب علیھا عدم الكذب على جنودھا وغسل ادمغتھم والقول لھم بأن الجندي الذي سقط شھیدا في اریئیل كان یقوم بحمایة الدولة. ھو لیس كذلك، لقد عرض الدولة للخطر.
لا یوجد شيء طبیعي في المیدان الذي كتب على مكعبات الاسمنت الموجودة فیھ ”شعب إسرائیل
حي“، في منطقة اغلبیة سكانھا من الفلسطینیین، ولا أحد منھم یرید أن یحیا شعب إسرائیل على ارضھ. لا یوجد شيء طبیعي في المیدان مع كل ھذا العدد الكبیر من البنادق، المیدان الأكثر تسلحا في العالم. لا یوجد شيء طبیعي في مدینة الدخول الیھا مسموح فقط للیھود أو الذین یخدمونھم ویحصلون على تصریح دخول مشیا على الاقدام. لا یوجد شيء طبیعي في محطة نقل للیھود فقط. لا یوجد شيء طبیعي في منطقة صناعیة كل اسیادھا یھود ومعظم عمالھا من الفلسطینیین. لا یوجد شيء طبیعي في الفندق والمجمع التجاري اللذان یطلان على ھذا الجنون.
الرقیب كایدن أمر بأن یحرس كل ذلك. لقد أمر بأن یحمي اوھام التطبیع واخطاء الكولونیالیة.
وأمر بأن یحمي وضعا لن یكون آمنا في أي یوم، حتى لو تم وضع ست فرق للنیران فیھ.
یصعب التنبؤ بما فكر فیھ عندما وقف ھناك، صبح مساء، في البرد والحر، مسلحا ومحمیا. ربما تألم من الشكوك وربما لا. غسل الادمغة ناجع إلى درجة اقناع تقریبا كل شاب إسرائیلي بالتصدیق بأن حمایة محطة مسافرین في اریئیل ھي وطنیة سامیة وبطولة علیا. وأن النضال ضد الاحتلال في ھذه المحطة ھو قتل وارھاب. وأن الجندي الذي یقوم بحراسة الاحتلال ھو بطل، وقاتلھ معارض الاحتلال، ھو ارھابي. وأن الجندي ھو الأكثر اخلاقیة ومعارضھ ھو قاتل.
جندي سقط شھیدا، سقط عبثا، لم یكن من الواجب أن یموت ولم یكن من الواجب أن یكون ھناك.