"قلب العنكبوت".. رواية تغوص في شبكة المال والسياسة
الغد-عزيزة علي
تقدم رواية "قلب العنكبوت"، للكاتب الأردني معن عبد الرحمن العداسي، الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون"، للقارئ، تجربة مختلفة، تمزج بين التشويق الواقعي والفن السردي المبتكر. يبدأ العداسي روايته بسطر واحد، ولد من حلم رآه بعد وعي ضائع إثر الإرهاق في مدينة النجف الأشرف، لتتطور الرواية تدريجيا إلى شبكة معقدة من الأحداث والشخصيات التي تعكس رمادية الواقع وصراعات القوة والمبادئ.
يواجه بطل الرواية، سامي عبد الحميد، وهو رجل الأعمال البراغماتي، شبكة متشابكة من النفوذ والتحالفات، حيث تطرح الرواية أسئلة عن الأخلاق، والضمير، والتوازن بين الطموح والإنسانية، وتدعو القارئ ليكون شاهدا على لعبة مصيرية لا ينجو منها أحد كما دخل. وجاء على غلاف الرواية: "رجل أعمال براغماتي بارع يجد نفسه متورطا في شبكة معقدة تربط السياسة، والمال، والعصابات، حين يقترب من رئيس حكومة براغماتي مستعد لبيع أي مبدأ للبقاء في السلطة. وبينما تتشابك تحالفاتهما، يكتشف رجل الأعمال أن اللعبة أكبر مما تخيل، وأن الثمن قد يكون أسرته... أو روحه! لماذا وكيف تورط؟ وكيف سيخرج؟".
كتب العداسي في بداية الرواية تنويها يشير فيه إلى أن هذه الرواية "عمل تخيلي بحت، ولا يستند إلى أي وقائع أو أحداث حقيقية. جميع الشخصيات، والأسماء، والأحداث، والبلدان الواردة في هذا النص هي من نسج الخيال، وأي تشابه بينها وبين أشخاص، أو كيانات، أو وقائع قائمة، أو سابقة، أو محتملة، هو محض صدفة غير مقصودة، نعتذر عنها مسبقا.
تم استخدام أسماء بلدان حقيقية لأغراض فنية وسردية بحتة، ولا يقصد بها الإشارة إلى أي واقع سياسي أو اجتماعي أو قانوني، كما لا يفهم منها أي موقف أو رأي تجاه تلك البلدان أو شعوبها أو هيئاتها أو مسؤوليها أو حكوماتها".
يقول العداسي، في مقدمة رواية "قلب العنكبوت"، إنها ليست رواية تقليدية؛ فقد بدأت بسطر واحد، ولد من حلم رآه بعد أن فقد الوعي من شدة الإرهاق في مدينة النجف الأشرف، ثم تطورت وتعدلت مرارا حتى اتخذت شكلها الحالي.
إنها رحلة داخل شبكة مصالح متشابكة، حيث لا أحد يخرج كما دخل... لا القرارات نقية، ولا الأبطال أنقياء. تدور أحداث الرواية في عالم رمادي جدا: عالم المال، والدواء، والسياسات، والعصابات، والانتهازية المقنّعة بثوب النجاح والتحالفات، وما يجري خلف الكواليس.
كتب المؤلف في خاتمة الرواية يقول "تتشابك الخيوط بين السياسة، والبيزنس، والعصابات في لعبة سرية تحكم مصائر الجميع. وسط هذا المشهد، يقف بطل الرواية سامي عبد الحميد، رجل أعمال بارع وبراغماتي، يرى العالم كسلسلة صفقات. خلف ابتسامته يحمل إرثا من الغضب: والده خسر كل شيء في عصر التأميم، فصار يؤمن أن قوانين ومبادئ العدالة الاجتماعية لا تحمي الناجحين، بل تعاقبهم!".