عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jul-2020

نتنياهو يتاجر بأرض إسرائيل - بقلم: إسرائيل هرئيل

 

هآرتس
 
في 28 كانون الثاني 2020 وقف دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في حديقة البيت الأبيض وعرضا على شعبيهما وعلى العالم صفقة القرن. “إسرائيل تقوم بخطوة كبيرة”، قال ترامب. وهو لم يعرف حقا كم ستذهب بعيدا الخطوة التي قام بها نتنياهو. “خلال فترة طويلة جدا” وعظ نتنياهو لترامب “قلب بلادنا التي صلى فيها آباؤنا وحكم ملوكنا، يسمونه مناطق محتلة… الآن أنت تقوم بثقب هذه الكذبة الكبيرة وتخرج الهواء منها. أنت تعترف ببيت ايل، أين حلم يعقوب حلمه. وتعترف بشيلو التي فيها استقر صندوق العهد (نحو 300 سنة)”.
في هذا الموقف الملزم – هذه هي “خطوته الكبيرة” – اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بدولة فلسطينية ذات سيادة، التي تمتد على نحو 70 في المائة من اراضي يهودا والسامرة. وفي نفس الموقف اعترف بمبدأ “ولا شبر” الذي يقوده الفلسطينيون والأميركيون والاتحاد الأوروبي. حسب هذا المبدأ الفلسطينيون يتمتعون بالسيادة على كامل اراضي يهودا والسامرة، 6 آلاف كيلومتر مربع. ولأن المناطق التي يعترف بها الأميركيون هي مناطق مخصصة لسيادة إسرائيلية في يهودا والسامرة، تنتقص نحو 30 في المائة من الأرض، فان نتنياهو مستعد لأن يخصص لهم 2000 كم مربع في النقب الغربي – قرب المنطقة التي اقتلع منها اريئيل شارون 25 مستوطنة قبل 15 سنة. بهذا، تبنى ايضا نتنياهو مبدأ “ولا شبر” الفلسطيني. موافقته العلنية – موافقة إسرائيل – على تنازلات في يهودا والسامرة وفي منطقة تحت السيادة الإسرائيلية في النقب، اعطيت على مسؤوليته فقط دون قرار من الكابنت أو الحكومة أو الكنيست.
ترامب، الشخص السطحي الذي لا يتعمق حتى في التفاصيل الحاسمة جدا والتي تتعلق بشؤون الولايات المتحدة، غير خبير. وبالأحرى في تفاصيل الصفقة التي طبخها نتنياهو والطاقم الأميركي. مع ذلك هو يتمسك مثل رؤساء أميركيين سابقين، بمبدأ الدولتين لشعبين. والفرق الرئيسي بينه وبين أسلافه هو تحطيم النموذج الذي بحسبه لا يوجد لليهود حق في السيادة، حتى ولو مقلصة، على مناطق كانت تشكل وطن الشعب اليهودي. جاء نتنياهو وطاقم ترامب (اليهودي) وتوصلوا الى اتفاق بأنه يوجد مثل هذا الحق، وتفاصيله تتجسد في حلم الدولتين لنتنياهو. قبل 19 سنة بالضبط، في خطاب بار ايلان، اعترف نتنياهو بمبدأ دولتين لشعبين – في حينه كان قصده، حتى لو لم يصرح بذلك بشكل علني، تقسيم بنسبة 30/ 70. ومنذ ذلك الحين سعى الى تجسيد هذا الاعتراف في الوقت الذي كان فيه حزبه لا يعرف أي شيء عن نواياه. الادارات الامريكية السابقة لم تكن مستعدة للاعتراف حتى بالقليل الذي كان نتنياهو مستعد للاكتفاء به. وعندما جاء ترامب، هذه، اذا شئتم، هي هوية نتنياهو السياسية.
من خلال استعداده للتنازل عن أجزاء في النقب فان نتنياهو يكرر بعض سابقات أسلافه، الذين يسميهم يساريون. سيادة إسرائيل على وطنها تبين أنها سياسة محدودة الضمان، وكل من يريد المتاجرة بسيادة الدولة، الجغرافية والتاريخية، له الحرية في فعل ذلك.
عند خروجه في كانون الثاني من البيت الابيض، وعد نتنياهو بأن “الخطة سيصادق عليها في يوم الاحد المقبل في جلسة الحكومة”. وبعد ذلك حدد 1 تموز كيوم سيتم فيه الإعلان عن السيادة، على شاكلة الإعلان عن اقامة الدولة في 5 أيار 1948. في هذا اليوم سيتدفق عشرات الآلاف للرقص في الشوارع وسيباركه الكثيرون باسم الله والملكوت “لقد عشنا ووصلنا الى هذا الوقت”. أول أمس خرج حقا الآلاف الى الشوارع من اجل الرثاء والاحتجاج، في الاشهر الاخيرة ظهر نتنياهو في ذروة ضعفه الاخلاقي والقيادي. واذا كان الليكود معني بالحكم فيجب عليه الاسراع في ارساله من بلفور الى قيصاريا.