عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Aug-2020

الأديبة ميادة مهنا سليمان: التاريخ قوتنا وعلينا أن نتعامل معه بما يناسب عصرنا
 
الدستور- حاورها: الناقد فوزي الخطبا - أديبة عربية سورية، كتبت الشعر والقصة القصيرة والنقد والمسرح والمقالة وأدب الطفل. شاركت في نشاطات أدبية وشعرية داخل سوريا وخارجها، تقتطف من أكمام القصيدة زهور البلاغة وصفاء البيان، ومن الإيقاع بهاء الكلمة وضوء الحرف، شاعرة تعانق القصيدة بكل أناقتها، تبوح بأسرارها وجمالها وتدخلها في آفاقها الرحبة.
في شعرها طاقات جمالية أخّاذة وآسرة وصور فنية مبتكرة ومشاعر إنسانية عالية. وقد كان لنا هذا الحوار مع الأديبة:
* بداية دعينا نلق نظرة على أهم مفاصل سيرتك الذاتية؟
ـ أديبة من سورية، حاصلة على دبلومِ دراسات عُليا في الأدب العربيّ من جامعة دمشق، أكتبُ معظم الأجناسِ الأدبيَّةِ، عضو في الاتّحادِ الدّوليِّ للأدباءِ والشُّعراءِ العَربِ، ولديَّ دراساتٌ نقديَّةٌ في الومضة، والقصّة القصيرة جدًّا، والخاطرة، والشّعر، والرّواية. من مؤلَّفاتي: (تبَّاً للقرنفلِ الأحمرِ) مجموعة شعريّة، (عنايةٌ فائقةٌ للحبِّ) مجموعة شعريّة، (رصاصٌ وقرنفلٌ) مجموعة قصص قصيرة جدًّا. وقد شاركت في العديد من المجموعات الشعرية والقصصية المشتركة.
* عتبة النص هو السطر الأول في أي عمل أدبي، كيف تختارين أعمالك الإبداعية؟
ـ أكتب الجنس الأدبيّ الّذي يجعلني أرتاح أكثر، فبعض المواضيع تناسبها القصص، وبعضها يناسبه الشّعر، حين أملّ من كتابة جنس أدبيّ معيّن أنتقل إلى آخر، وهذه من نعم الله عليّ، فقد كتبت معظم الأجناس الأدبيّة.
* أنت موزعة بين حقول الكتابة الإبداعية تكتبِ الشعر والقصة والنقد والمقالة، أين تجدين نفسك أكثر بين هذه الحقول؟
ـ أجد نفسي أكثر في الشّعر بمختلف أنواعه؛ كتابة الشّعر حالة جميلة جدًّا، لها طعم لا يفارق الذّاكرة. وأكثر جنس أدبيّ أشعر بعد كتابته بالرّاحة هو الشّعر.
* الشعر ديوان العرب وهو سيد الفنون الإبداعية، هل تراجع الشعر لصالح الرواية الحديثة؟
ـ نعم للأسف وساهم في ذلك استسهال البعض لكتابته بحجّة الحداثة، فكثر المتطفّلون على الأدب، وخلق هذا حالة من الفوضى، جعلت البعض ينظر نظرة دونيّة للشّعر الحديث، وفي هذا جهل كبير، فمن الضّروريّ أن نقيّم الحداثة بقراءة النّصوص الجميلة، والمتميّزة، لا بقراءة الكتابات السّخيفة، المبتذلة.
* كيف تمارسين طقوسك الإبداعية؟
ـ لا طقوس خاصّة بي، ويستغرب كثيرون أنّي لا أدخّن، أو أشرب منبّهات بكثرة،أو أسهر فمعظم الكتّاب يحبّون الليل، أنا على العكس تمامًا أحبّ الصّباح، فهو ولادة، وتفاؤل، وحياة مشرقة، لكن طبعًا لا أكره الليل ورومنسيّته. أمّا حالة الإلهام، فهي مُباغتة لا يمكن التّكهّن بمجيئها. في كثير من الأحيان عندما أعمل تأتيني أفكار إبداعيّة، سواء كان العمل في المنزل، أو خارجه، وحين أكون في طريق سفر تنتابني أفكار جميلة أيضًا، ولكن أكثر حالات الإلهام عندي حين أقرّر أن أنام، فينتابني القلق لتأتيني بعدها خواطر، وأفكار، أو بداية قصيدة.
* تميل نصوصك الشعرية أحياناً إلى القصيدة النثرية، هل أنتِ مع القصيدة النثرية؟
ـ نعم، أنا مع الحداثة، وأعشقها جدًّا، وقلت سابقًا: إنّ من الأسباب الّتي أحدثت الضّجّة حول قصيدة النثر عقليّة العربيّ الجامدة، فهو قد فتح للحداثة الباب على مصراعيه، فالموبايل والسّيّارة والإنترنت والمحطّات الفضائيّة، وغيرها الكثير يأخذ بها، وحين نتطرّق إلى الشّعر يتمسّك بجلباب القدماء، وأفكارهم، وأشعارهم! أنا لست مع نسف التّاريخ والماضي العريق، على العكس تمامًا هو قدوتنا، ولكن بأسلوبنا ولغتنا وما يناسب عصرنا؛ أستطيع أن أكون مبدعة متميّزة لا أقلّ شأنًا عن أيّ شاعر قديم باجتهادي ولغتي الشّعريّة وتجديدي في المواضيع الأدبيّة، وأسأل أولئك المتعصّبين للقديم: هل خلق الله شعراء ذلك العصر، وقال لا موهبة بعد مواهبهم!
* هل قصة الومضة هي المولود الشرعي عن القصة القصيرة؟
ـ هي فنٌّ جميلٌ، وكفى؛ لا أحبّ هذه التّسميّات، فما زال هناك من يجادل في شرعيّة قصيدة النّثر، نحن لسنا بصدد تحرّي أنساب الأجناس الأدبيّة. في الحياة قد تتعامل مع شخص ويكون بلا نسب، لكنّ سلوكه معك جيّد، فأنت مضطرّ لأن تحترمه، لنطبّق ذلك على الأجناس الأدبيّة؛ الجنس الأدبيّ الجميل لنبدع ونبتكر به، ونعلي من شأنه، وشأن كاتبه، ما يحدث هو أنّنا نتجادل، ونقلّل من شأن كلّ جديد، في النّهاية: نحن عرب، فلا عتب!
* كيف تقيمين أدب الأطفال في العالم العربي؟
ـ بالنّسبة للعالم العربي فإن أدب الطّفل فيه يعاني الكثير من المشاكل منها: أنّ هذا الأدب دخل عالمنا العربي بعد عدّة قرون من انتشاره في الغرب، ولم يلقَ الدّعم الكافي لإنعاشه وربّما عزف عنه البعض ظنًّا منهم أنّه دليل ضعف لديهم، وقد يعود ذلك لعدم تقدير المجتمع لكاتب هذا الجنس الأدبيّ الصّعب جدًّا، فبالنّسبة لي أستغرق وقتًا طويلًا حتّى أنهي قصّة للأطفال أو أنشودة، بينما كتابة قصّة للكبار لا تأخذ الوقت ذاته، وكتابة القصيدة أحيانًا تكون ببضعة دقائق ولو كانت قصيدة نثر مليئة بالصّور. أنا أقترح في مجال هذا الأدب أن تهتمّ دولنا العربيّة بالكاتب بشكل عامّ وبكاتب أدب الطّفل بشكل خاصّ لأنّ الطّفل هو أمل الغد المعوَّل عليه فإذا نشأ نشأة صحيحة وسليمة ضمنّا مستقبلًا واعدًا ومجتمعًا فاضلًا.