عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Apr-2020

“تحدي الإيجابية”.. دعوة لتحري الذكرى الجميلة “ما قبل كورونا” وبث عبارات التفاؤل

 

تغريد السعايدة
 
عمان -الغد-  الحاجة إلى التغيير والخروج من دائرة التوتر التي يقضي فيها ملايين الناس أوقاتهم في الحجر المنزلي جراء جائحة “كورونا”، كانت كفيلة بأن يطلق مئات الأشخاص فكرتهم في تحدي “الإيجابية”، ويدعون من خلالها إلى نشر الصور ومقاطع الفيديو، أو الأخبار المنوعة، التي قد تكون سبباً في رسم بسمة أو ضحكة من القلب، بعيدا عن هذا الوباء.
وفي ظل طغيان أخبار “كورونا” وتبعاته المحلية والعالمية؛ إذ أضحت مواقع التواصل الاجتماعي “بؤرة ” للأخبار الساخنة، يتسابق الكثيرون من خلالها لنشر آخر التطورات عبر حساباتهم.
جذب تحدي الإيجابية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم ابتسام يعقوب عندما نشر بعض أصدقائها عبر حساب “فيسبوك” أخبارا منوعة قصيرة، وبعيدة كل البعد عن “كورونا”، وصوراً تنقل جمال الربيع والأجواء بشكل عام، ومقاطع فيديو فكاهية.. وهذه المقتطفات كتب ناشروها عبارة “قبلت التحدي”.
وترى يعقوب أن هذه المبادرة تبعث المرح، وتبث الإيجابية بالفعل لدى المتابعين، وهو ما دفعها إلى الاقتداء بهم، ونشر مجموعة من صور الربيع الأردني في قريتها، والتي يمكنها الاستمتاع بأجوائها كونها قريبة من منزلها، ولا تضطر “لكسر حظر التجول”، على حد تعبيرها.
“أنا قبلت التحدي” هي العبارة التي زينت صفحات المشاركين بالتحدي، وتضمنت مقاطع فيديو لمواقف إيجابية في الشارع، ونقل جهود رجال الأمن والجيش المنتشرين في الشوارع، لحماية الأفراد وتنظيم الحياة في ظل أزمة “كورونا”، أو من خلال مواقف لمتطوعين تبعث على التفاؤل ونشر ثقافة التعاون، والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد.
فيما قام آخرون بنشر صور خاصة لهم ولعائلاتهم وهم في المنزل، وخلال أجواء حظر التجول، وهم يقومون بنشاط أو هواية ما داخل البيت، ومنهم من استعان بصور قديمة من رحلات سواء داخل الأردن أو خارجه، مع دعائهم بأن تزول هذه الغمة عن العالم، وتعود الحياة لطبيعتها.
وعلى الرغم من أن مئات الصور والفيديوهات والعبارات والمقالات والأخبار التي يتم “ضخها” عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبعث على التفاؤل وتغيير الأجواء، إلا أن بعضها “يحوم” حول كورونا، وهذا ما تقوله بثينة العبادي، التي تحرص على نشر مجموعة من الصور التي تبين لقطات فكاهية أو عبارات إيجابية، لبث رسائل القوة والعزم والصبر، ولكن جميعها تنتهي بعبارات تتحدث عن “كورونا”.
وترى بثينة أن الإنسان بطبعه يجد صعوبة في الخروج من الإطار العام لحديث الشارع، مبينة “فكيف إن كان ما نمر به هو حديث العالم أجمع، ولا يمكننا أن نخرج عن السرب في المتابعة والقراءة حول الموضوع ذاته، ومشاركة ما يلفتنا عبر صفحاتنا الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك أصبح أمرا مكرراً ويزيد من التوتر، خاصة أن الأخبار التي نشاهدها تعد متشابهة”.
لذا، عمدت بثينة مؤخراً إلى مشاركة أصدقائها وعائلتها عبر صفحتها الخاصة بمجموعة من الصور وبعض العبارات المقتبسة التي تبث الإيجابة في النفوس، اقتداء بغيرها ممن يعملون على نشر الإيجابية، وتحفيز الآخرين على قبول التحدي ومحاولة تقليص حجم الطاقة السلبية التي يمكن أن يلمسها كثيرون من خلال تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، بينما المجتمع في أمس الحاجة إلى الدعم والنفسي والمعنوي في هذه الظروف الاستثنائية.
كل هذه الخطوات البسيطة التي يقوم بها مواطنون، ما هي إلا طريقة للترفيه والتعبير عن حاجتهم إلى الإيجابية، ودليل على الأثر النفسي عليهم، فالجميع في ظل هذه الظروف يعانون من ضغوط نفسية كبيرة، تختلف باختلاف العائلات وظروفها، في الوقت الذي حذر فيه العديد من الأخصائيين النفسيين والأسريين من أهمية أن يكون هناك أجواء أسرية تفاعلية تساعد أفراد الأسرة على تجاوز هذه المرحلة التي تعد الأولى من نوعها وظروفها، وتمر على الأسر في مختلف دول العالم وليس فقط في منطقة أو دولة معينة.
تلك “الإيجابية” التي يدعو إلى اتباعها الكثيرون، من شأنها أن ترفع نسبة الطاقة الإيجابية لدى الإنسان، كما أظهرت الدراسات النفسية الخاصة بذلك، والتي تبين أن الطاقة الإيجابية من شأنها أن تزيد نسبة الهدوء النفسي لدى الفرد، وكذلك أن تنتقل إلى المحيطين به، وخاصة عائلته وأسرته والمقربين، ومن يحيطون به.
الأخصائية النفسية الدكتورة علا اللامي، ترى أن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص “الإيجابيون” من إطلاق تلك الدعوات والمبادرات بين الناس إلى بث الإيجابية، يعد طريقة جميلة وسط تلك الأخبار المتداولة، التي تصب جميعها في الحديث عن كورونا.
وتعد هذه الدعوات طريقة بديلة في التواصل الاجتماعي في ظل الظروف الراهنة، من حظر تجول وخوف من انتشار الأمراض وعدم الخروج من المنزل، كما أنها أسلوب مقبول وجميل للتخلص من الضغوط في اتجاه معين بالبحث عما ينشر الفرح، بدلاً من تفريغها وتوجيهها بطرق غير سوية وسلبية.
كما تعتقد اللامي أن مثل هذه الدعوات التي تأتي للفرد من قبل أشخاص آخرين، تعد بمثابة دعوة للتفاؤل والفرح، وإشعار الشخص كم هو مهم لدى صديقه أو قريبه، كما أن وجود تعليقات على المنشور الذي يقوم بوضعه على مواقع التواصل الاجتماعي له دور كبير في رفع نسبة السعادة والإيجابية لدى الشخص، كونها تحتوي على كم كبير من الدعم النفسي والمشاركة في تلك اللحظات الجميلة، أو الضحك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المنشورات والتعليقات تساعد على زيادة نسبة الشعور بالسعادة، وفق اللامي، وتسهم في كسر أشكال الخوف والتخلص من القلق السائد في العالم ككل، وتحويل النظرة من السلبية إلى الإيجابية، كما أن مشاركة الفرد في التحدي تدفعه للبحث في مذكراته عن صور جميلة يشاركها مع الآخرين، لكل منها قصة وذكرى جميلة، أو البحث في الإنترنت عن كل ما هو جميل، ويلفت نظر الآخرين لحثهم على الضحك أو التفكير الإيجابي.