عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Apr-2019

القبیلة قالت کلمتها - ناحوم برنیاع
یدیعوت أحرنوت
 
نتنیاھو انتصر. لیس بالنقاط – بل بالضربة القاضیة. لقد كانت الانتخابات استفتاء شعبیا على استقامتھ، أھلیتھ، ضرورتھ في الحكم، والشعب قال قولتھ. یمكن ملء كتاب بالشكاوى على أفعال المخادعة، الأكاذیب، التلاعب والتشھیرات التي میزت حملتھ الانتخابیة، اما معنى الحسم فلا یمكن تغییره. ھذه قواعد اللعب؛ ھذا ھو الحسم الدیمقراطي. من یشكو من الشعب یقع في خطیئة قول مناھض للدیمقراطیة بل والغباء ایضا. لیس لدینا شعب آخر؛ لیس لنا دیمقراطیة اخرى.
دار في الشبكة أمس بوست ناخبة من الیسار تحتج على التصویت في بلدات الجنوب. فقد كتبت تقول: ”لا ارید أن اسمع كلمة من سكان سدیروت الذین سیقضون السنة القادمة ایضا في الملاجئ.
(5.43 في المائة لبیبي)؛ تغریدة واحدة لم تخرج من سكان عسقلان عن كم صعبا الركض مع الأطفال في منتصف اللیل للغرفة المحصنة (6.42 في المائة لبیبي). دیمونا، اوفیكیم، نتیفوت: (من ناحیتي) فلتواصلوا الازدھار مع نسبة البطالة الأعلى في الدولة (42 في المائة بالمتوسط لبیبي). انا مستعدة لان اعیش مع خسارة في الانتخابات. ولست مستعدة بعد الیوم لان اسمع الناس الذین یصرخون في الأخبار كي یعترفوا بمعاناتھم وبعدھا، عندما یصلون الى الصندوق، یفعلون العكس تماما. انتصرتم. خذوا بیبیكم. ولكن تذكروا، ولا كلمة“.
لقد أجاد البوست في تلخیص ما سمعت وقرأت من اناس غیر قلیلین منذ لحظة اغلاق الصنادیق.
ھو أصیل ومكتوب جیدا وبالتالي فھو مغیظ ومثیر للحفیظة أكثر. فالسكان في الغلاف یدفعون ثمنا باھظا على قرب بلداتھم من قطاع غزة. اكثر من السفر الى ھناك في الفترات القاسیة. واحیانا تكون الصرخة التي یطلقھا السكان مشوشة: ثمة من یفسرھا كاجتیاز للخطوط السیاسیة. بعد ذلك یذھبون الى الصنادیق ویصوتون للحزب القریب من قلبھم: في الكیبوتسات للوسط – الیسار؛ في بلدات التطویر للیمین. ھذا حقھم. تصویتھم لا یقلل بھذه الصفة من واجب التضامن معھم. مثل قرارات كثیرة في الحیاة، فان القرار أي بطاقة تنزل إلى الصندوق ھو ایضا عاطفي. ھكذا كان وھكذا سیكون. فقرار الكیبوتسي للغلاف لیس عقلانیا اكثر من القرار المعاكس لجاره المدیني. فما بالك أن ایا من الاحزاب لیس لدیھ حل مقنع لمشكلة غزة. لا لنتنیاھو، الذي یسعى لشراء الھدوء بالمال، لا لغانتس، لا للیبرمان، لا لبینیت.
خذوا ایلات مثلا. قبیل الصیف یفترض أن یغلق مطار دوف في تل أبیب. القرار یضرب الایلاتیین مرتین، مرة بسبب فقدان الاتصال السریع والمتوفر لدیھم مع الخدمات التي توفرھا المدینة الكبرى، والمرة الثانیة بسبب السیاح الاسرائیلیین الذین لن یصلوا. كافح رئیسا البلدیتین، تل أبیب (العمل) وایلات (اللیكود) ضد القرار، عبثا. ومع ذلك، صوت 3.43 في المائة من الایلاتیین للیكود، مثل سكان بئر السبع، عسقلان، كریات آتا والعفولة.
میخائیل بیتون كان رئیس بلدیة محبوب في یروحام. وقد وضع في مكان واقعي في أزرق أبیض.
حزبھ حصل على 5.10 في المائة في یروحام. اكثر بكثیر مما كان سیحصل بدونھ. ولكن اقل بكثیر من اللیكود (42 في المائة).
لا یوجد شيء مفرح أكثر من تبدید الشكوك، قال حكماء أكثر مني. لا یوجد فرح بنتائج الانتخابات، لا لمن تمنى نتیجة اخرى، ولكن حكمة الجماھیر قد تكون موجودة. فالنتیجة الواضحة، القاطعة، افضل من التعادل، الذي كان من شأنھ ان یدخل الساحة السیاسیة الى أزمة عضال مثلما في ایطالیا او الى طریق مسدود، بائس، مثلما في بریطانیا في الجدال على البریكزیت.
یدخل نتنیاھو الى الولایة التالیة كمنتصر، ولكن الوحل الذي جمعھ على الطریق یبقى معھ. ھذا ھو الوقت للنظر إلى الامام، الى الحكومة التالیة. عن الحكومة المنصرفة قیل انھا الحكومة الاكثر یمینیة التي شھدتھا الدولة؛ وعلى افتراض ان الحكومة التالیة ستستند الى ذات الاحزاب، فانھا ستكون اكثر یمینیة واكثر دینیة. في الائتلاف المنصرف كان لموشیھ كحلون، مع عشرة مقاعد، قدرة على استخدام الفیتو على مشاریع قوانین مناھضة للدیمقراطیة وعلى محاولات تقلیص صلاحیات المحكمة العلیا. اما في الائتلاف القادم، مع أربعة مقاعد، فقد تقلصت قوتھ. وبدلا من البیت الیھودي، الذي برئاسة بینیت تبنى جدول أعمال صقري، قومي متشدد، غیر دیني، ستجلس في الائتلاف كتلة تربط معا الكھانیین، الاصولیین المتدینین وبواقي المفدال. وسیكون الحاخام بیرتس ورقة التین لھا. فیما سیسود سموتریتش.
سیكون ھذا من شبھ المؤكد حزبا كھانیا جدیدا، یرى دوره في فرض التدین، الاحتقار للقانون والقضاء، في الابتزاز المالي من الدولة، في دعم جرائم الكراھیة وفي السعي الى المواجھات العنیفة مع الفلسطینیین. أما العدو فسیكون الجیش، المخابرات، المحكمة العلیا، الاعلام. عن ایتمار بن غبیر یرون أنھ كھانا؛ سموتریتش یختبئ في صورة مستوطن معیاري من كدومیم، فایغلین خفیف. في الحیاة الحقیقیة ھو سیاسي ذكي، داھیة ومتھكم تام، عدیم الكوابح. وھذا الخلیط یمكن ان یكون فتاكا.
خصم لدود
وبینما كنت أتجول بین الصنادیق في روش ھعایم، في یوم الانتخابات، اسمع في المذیاع یوآف كركوبسكي، رئیس الدائرة السیاسیة في ھیئة البث، یروي عن الشریط الذي رفع الى موقع اللیكود على التویتر. الشریط لا یصدق، قال كركوبسكي. سارعت لمشاھدتھ بنفسي. بالفعل، لا یصدق.
وزیر السیاحة یریف لفین التقطت لھ الصور قرب سور طویل، ملون بالازرق، مرصع بغیوم بیضاء. كان عاصفا. في یده الیسرى كان یحمل ھاتفا نقالا، اما یده الیمنى فكانت ترتفع وتنخفض وتمد إلى الأمام، واصابعھ تنضم الى قبضة، واصابعھ تفتح بتحذیر مثلما في محاكمة القت. عیناه تلمعان من خلف النظارة. ”انتم لا تصدقون ما وصلت الیھ یداي قبل بضع دقائق“، بشرنا قائلا. ”الحقیقة! لیس ما یرویھ لبید وغانتس لنا بل ما یعدون بھ الجمھور العربي.
”بني غانتس موقع على منشور موجھ للماكثین غیر القانونیین في إسرائیل ممن یتواجدون ھنا بلا حق مواطنة. وھم یعدونھ بالامر التالي“، وھو یقرأ من الورقة: ”سنوات طویلة اختارت حكومات اسرائیل الا تمنحھم حق الاقتراع. اخرجوا ابناء عائلاتكم ممن لھم حق اقتراع للتصویت، اخرجوا اصدقاءكم للتصویت ونحن سنھتم بتغییر ھذا. نحن سنھتم بتعدیل ھذا وسنعطیكم حق الاقتراع. ھذه ھي الحقیقة!“.
َ لم یرى المشاھدون أي وثیقة تؤكد اقوالھ، ولا حتى الوثیقة التي قرأ منھا. ولكنھ لم ینس الاستنتاج: ”الیوم انتم ملزمون بالخروج للتصویت – ملزمون بالتصویت للیكود ولنتنیاھو“.
لقد ظھرت القصة قبل ساعة في أحد مواقع اللیكود. وكانت ھاذیة وھامشیة ومدحوضة لدرجة انھا لم تثر الاھتمام حتى في القاعدة. حتى الیوم سجلت نحو 500.4 مشاھدة لیس أكثر. في تلك الساعات احتل نتنیاھو مواقع اللیكود، بمناجیاتھ الكاذبة. وشاھدھا عشرات ومئات الآلاف. من لفق القصة وسوقھا كان یعرف ان لیس فیھا حقیقة. بالنسبة للفین انا متأكد أقل. فلفین ھو الرجل الذي اصبح استعداده للاطار اداة عمیاء في ایدي الاخرین، او ما یسمى الان الرجل الالي.
لفین مرشح لان یكون وزیر العدل في الحكومة التالیة. وھو یعد نفسھ لھذا المنصب منذ سنین، یسب ویشتم قضاة المحكمة العلیا بتعابیر لو كان یقولھا في قاعة المحكمة لكان ادین بالتحقیر. لیس ھناك السیاسة من یشبھھ في مجال الشتم، ولا حتى یئیر نتنیاھو. عندما یھاجم بیتان وامسلم المحكمة العلیا فانھما یفھمان بان ھذا جزءا من اللعبة. اما لفین فیقصد. آییلت شكید، الوزیرة المنصرفة قالت لي منذ زمن بعید أنت تعرف من سیـأتي الى وزارة العدل بدلا مني. أھذا ما تریده؟. ( شكید ھي تمار زندبرغ بالمقارنة مع یریف لفین.)