عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2019

دعایة علی حساب الأمن - أسرة التحریر
ھآرتس
الغد- بخلاف موقف جھاز الامن أكد رئیس الوزراء بنیامین نتنیاھو ھذا الاسبوع أن إسرائیل ھاجمت یوم الاثنین مواقع لحزب الله في سوریة. وھكذا خرق رئیس الوزراء مرة اخرى السیاسة الضبابیة، التي كانت متبعة في إسرائیل على مدى السنین.
ان منطق السیاسة الضبابیة ھو انھا تسمح لإیران، سوریة وحزب الله التجلد على الھجمات ضدھم. اما العناوین الرئیسة الدرامیة فتحرج زعماء دول العدو وتجبرھم على الرد.
غیر أن في الحرب على جمھور الناخبین الإسرائیلیین یفترض نتنیاھو بأن الضبابیة العسكریة الإسرائیلیة یخدم خصومھ السیاسیین. وبالمقابل، فإن العناوین الرئیسة تعظم قدرة الھجوم الإسرائیلیة تحت حكمھ سواء من ناحیة الدعایة الانتخابیة الفاعلة المجانیة. یخضع نتنیاھو المرة تلو الاخرى مصالح دولة إسرائیل في صالح حربھ للبقاء السیاسي. ولأول مرة منذ سنین یجد نتنیاھو نفسھ امام خصم سیاسي یھدد انتصاره. ویخیل ان لا حدود لا یجتازھا رئیس الوزراء كي یضمن استمرار ولایتھ، حتى لو كان الثمن ھو أمن الدولة.
ان السیاسة الضبابیة الإسرائیلیة لیست مقدسة، ویجدر ان یجرى بحث حقیقي على ضرورتھا.
ھناك اسباب وجیھة لھجر ھذه الاستراتیجیة في صالح شفافیة اكبر. فالضبابیة تخفي احیانا اخفاقات عملیاتیة، قرارات مغلوطة، او عملیات زائدة كان من الافضل لھا لو انكشفت لعلم الجمھور.
غیر أن ھذا الخرق للضبابیة من جانب نتنیاھو لا یرتبط بھذه الجوانب. فرئیس الوزراء لم یبدأ بحثا حقیقیا في مسألة اھداف الجیش الإسرائیلي الھجومیة، غایاتھ ومدى الاحتیاج لھ، لا الاثمان
العسكریة والاقتصادیة التي ینطوي علیھا ذلك ولا الحكمة السیاسیة التي تقف خلفھ. نتنیاھو لا
یدعو إلى الشفافیة في كل ما یتعلق بالمداولات في الطاقم الوزاري المقلص للشؤون الأمني والسیاسیة، ”الكابینیت“، التي سبقت الھجمات، وھكذا لا یمكن للجمھور أن یعرف، من أیدھا ومن عارضھا.
لم یجر أي بحث في ھذا الموضوع، لا في الكابینیت ولا في أي محفل آخر. وبخلاف نتنیاھو، فإن مسؤولین كبار في جھاز الامن امتنعوا عن التطرق للحادثة في الجولان السوري. واضح أن لیس التفكیر في الاحتیاجات الامنیة لإسرائیل أو حق الجمھور في معرفة الموقف الذي كان امام ناظر نتنیاھو، بلا الاستطلاعات المثنیة على بني غانتس.
رئیس وزراء یتبجح بھجمات إسرائیلیة، یمس بسیاسة ھو نفسھا قدسھا حتى قبل بضعة اشھر،
یمس بأمن دولة إسرائیل فقط كي ینتخب لمنصبھ مرة اخرى – ھو رئیس وزراء عدیم المسؤولیة.
نتنیاھو یفقد ما تبقى من رسمیة بقیت لدیھ. ھو غیر جدیر بمنصبھ.