عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Oct-2019

الصيد في القطرانه - د. مهند مبيضين

 

الدستور- ما زال لواء القطرانه برغم المشاريع الاقتصادية المحيطة به من شركات تعدين ومزارع دجاج وطاقة، وبرغم توسطه خارطة المملكة جغرافياً وبرغم الطريق الدولي المار به، وخصوبة أرضه وسجايا اهله الطيبين، إلا أن كلّ ذلك لم ينعكس على المكان الذي تسفه الريح كل يوم فقراً وغبرة ويزوره الموت كثيراً عبر مسارب وتحويلات الطريق الصحراوي.
لا أعرف كم هو عد المُشغلين من أبناء اللواء هذا العام حسب أرقام وزارة العمل، فثمة بطالة بين الشباب وثمة تخصصات طبية غائبة بالمطلق عن مركزهم الصحي، وثمة حاجة ماسة لتخصيص بعثات طبية لابناء كل الألوية البعيدة عن عمان مثل القطرانه كي يخدمها أبناؤها وبناتها، وكي لا يتحول المركز الصحي بعد الداوم دارا مغلقة.
يمكن لمنطقة القطرانه أن تكون عاصمة صناعية جديدة، أو منطقة متخصصة بالصناعات التعدينية، أو مدينة نقل بري، ويمكن أن تُمد إليها سكة حديد جديدة تخدم الجنوب إلى منتصف الطريق لعمان، ويمكن أن تخصص الحكومة خطة تطويرية وجاذبة لتلك المنطقة التي تنفجر المياه منها على عمق بسيط.
الصيد كان يمكن أن يتعلمه أهالي المنطقة بانشاء اقتصاد خدمات وتجارة جملة لكل منطقة الجنوب، وان ينشئ فيها كلية جامعية للتعدين فتدرب الشباب وتخرجهم في تخصصات تحتاجها المنطقة والبلد.
يمكن أن تُخصص المنح الحكومية من خلال المشاريع الصغيرة وتحدث عوامل تنمية حقيقة كي يحدث التغيير ولا يقع الشباب في شبح البطالة والتهريب والمخدرات.
منذ عقود ونحن نمر بالقطرانه والحسا والأبيض والدامخي والحسينية مسافرين عابرين طريق الموت، ولم يتغير شيء، غير أنّ الشركات الربحية قامت حولها أو جوارها بيد أنه لا تغيير يذكر في التخطيط للمدينة والخدمات الموجودة فيها، بل زاد التلوث البيئي،  وزاد عدد السكان وزادت واردات الدولة منها ضريبيا.
 زاد الفقر، وقلت الماشية التي كان يربيها الناس لكي يستروا حالهم وعيشهم بها ومنها، زادت اعداد الشباب وارتفعت نسب البطالة. ولم يتحقق نمو حضري مدروس.
 تعددت أشكال الحوادث والوفيات في مختلف مراحل الطريق الصحراي، وقلّت الرعاية الصحية المتخصصة برغم توسعة المركز الصحي في اللواء، كما زادت مخالفات السير.
نعم الطريق الصحراوي يخسر قاطنوه، ويزدادون فقراً ، ولكنهم يظلوا كراماً وخيرة أبناء البلد.
فهذه الأرض احتضنت رايات الثورة العربية، قام رجالها لأجل الدولة، مثلهم مثل أهل الجفر والقويرة والجرف والأزرق والطفيلة ومعان وغيرها متن أرض الوطن، لكنها مناطق تغيب عنها التنمية الحقيقة الفاعلة ويحدث لها الفقر وينمو فيها الغضب جراء التهميش والنسيان.