عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Feb-2019

أخت روحي".. مجموعة قصصیة مصریة عن الحالمین والمقھورین"

 

القاھرة – في مجموعتھ القصصیة الجدیدة (أخت روحي) یمزج الكاتب والباحث المصري عمار علي حسن بین الواقع البائس والخیال الجامح فینسج عالما یتحرك فیھ مقھورون وخائفون وأیضا حالمون ومغامرون في بحر الحیاة.
والمجموعة الصادرة عن الدار المصریة اللبنانیة في 143 صفحة ھي السابعة في رصید حسن، وتضم 14 قصة بینھا ما نشر في الصحف سابقا والبعض الآخر جدید. وللمؤلف أیضا عشر روایات وعدة أعمال بحثیة.
تدور القصص بین الریف والمدینة متراوحة بین قصص مكثفة تتھادى في مشھد أو موقف وأخرى مطولة تضغط في سطورھا ما یمكن إن طال أن یشكل روایة كاملة.
وتأتي قصة (أخت روحي) بمثابة أیقونة العمل الجدید لتستحق عن جدارة أن تكون عنوان المجموعة القصصیة إذ تحمل شحنة عاطفیة غیر مألوفة في السرد العربي عن علاقة الأخ والأخت.
تبدأ القصة في شقة وداد التي عثر الجیران على جثتھا متعفنة بعد أیام من وفاتھا وحیدة، وحین
یصل الأخ تتداعى الذكریات بدءا من أیام طفولتھما في بیت الأب ووفاة أمھما ثم قدوم زوجة الأب.
یتذكر الأخ كل ما عانتھ وداد من عذاب على ید زوجة الأب والذي اكتمل بتزویج الفتاة الصغیرة من رجل أذاقھا الشقاء والألم فما كان منھا إلا أن انتفضت وتمردت بعد أن نضجت بین لیلة وضحاھا فحصلت على الطلاق وآثرت العیش وحیدة حتى آخر العمر.
ورغم تسلیط الضوء على ما تعانیھ المرأة من بؤس وقھر في المجتمع یكشف المؤلف عن جانب
آخر من القھر الاجتماعي تمارسھ الجماعة على الفرد إذ یعلم الأب كل ما یجري لابنتھ لكنھ یعجز عن التدخل أو تطلیق الزوجة خوفا من مجتمع لا یعرف سوى الفحولة مقیاسا للرجولة.
قصة أخرى جدیرة بالالتفات في المجموعة القصصیة جاءت بعنوان (موظف عام) تتحدث عن القھر والصبر وتجسد المعنى الحرفي لمقولة “الموت كمدا”.
تدور القصة حول موظف شریف یحلم بواقع أفضل ویحاول التصدي للفساد والإھمال في المطحن الذي یعمل فیھ لكنھ لا یلقى سوى التنكیل والعقاب من مدیریھ فیصاب تدریجیا بالسكري
ثم الضغط ثم الفشل الكلوي ورغم ذلك یأبى أن یعتذر أو یتزلف لأحد من أجل أن یستعید مكانتھ في العمل.
وفي لحظة یأس یعبر الموظف عما یجول بخاطره قائلا “كنت أقاوم حیرة شدیدة تضعني على حافة الخبل حین أمعن التفكیر في حالي، فأنا الذي أقاوم الفساد وسوء الإدارة أعیش في كمد، وتسكن الأمراض جسدي، بینما اللصوص المتعاقبون الذین حاصروني یھزون الأرض من فرط العافیة، وتجلجل ضحكاتھم في أركان المكاتب الفارھة”.
لكن المؤلف ینتصر لصاحب الضمیر الحي في نھایة المطاف في مواجھة أعباء الحیاة الشخصیة وضغوط العمل، فھو وإن لم یستطع دحر الفساد واجتثاثھ قد نجح في الحفاظ على مبادئھ ولم یتزحزح عنھا حتى إحالتھ للتقاعد.-(رویترز)