عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2025

الصقعبي والطبيب سعيد النجار وما بينهما «حتحوت»* حمزة عليان
الجريدة -
من الصعب أن نورد في مقال صحافي أسماء كل الأطباء العرب والأجانب الذين خدموا في القطاع الصحي بالكويت. والمقال يعني فكرة تدعمها بوقائع لتعرض رأياً أو تثير قضية عامة، وما تناولته في مقالات سابقة كان عبارة عن ومضات نضيء فيها على عدد من الأطباء الذين كانت لهم بصمات واضحة وباتوا من المنسيين. 
 
في ملفات وزارة الصحة، وفي مصادر أخرى مكتوبة أو محفوظة عند بعض المهتمين، قائمة ببعض الأوائل أو بمَن لا يزال حياً وذاكرته تسعفه باستدعائهم للتذكر. 
 
أهم المراجع التي وجدتها بتاريخ الخدمات الصحية كتاب د. خالد الجارالله «تاريخ الخدمات الصحية في الكويت من النشأة حتى الاستقلال» وفيه، في عام 1939 تعاقدت حكومة الكويت مع د. عمر سلامة أول أطباء دائرة الصحة، وهو لبناني الجنسية، للعمل في مستوصف سيتم افتتاحه قريباً، وجاء مصطحباً معه شقيقه الصيدلي محمد سلامة، وتسلّما المستوصف الحكومي مدة سنة.
 
أما د. يحيى سعيد الحديدي فقد قدم إلى الكويت عام 1940 وهو ثاني أطباء دائرة الصحة، ويعتبر من مؤسسي المستشفى الأميري، وله دور كبير في مكافحة وباء الجدري بالكويت، وتطوير الخدمات الصحية.
 
هناك مراجع أخرى لا تقل أهمية عن كتاب د. خالد الجارالله، مثل تلك المجلات التي توثق أحوال الصحة، وفيها أسماء الأطباء وأطباء الخفارة مثل «طبيب العائلة» و«طبيب المجتمع» و«الصحة المدرسية»، يقتنيها الباحث صالح المسباح في مكتبته العامرة.
 
ما دعاني إلى الكتابة من جديد مبادرة الأخ الفاضل محمد الصقعبي (أبوعبدالله) بإرساله قصة د. محمد سعيد النجار، ونسخة من كتاب حسان حتحوت عنه مع مجموعة من الوثائق التي تخصه، وفي الاتصال الذي جرى بيننا قال: «كيف تنسى أقدم الأطباء الذين وفدوا إلى الكويت؟».
 
الكتاب بعنوان «الطبيب الإنسان سعيد النجار» صادر عن دار ذات السلاسل عام 1975، وفيه عرض شامل ووافٍ عن رحلته في عالم الطب، فهو لم يتخذ الطبابة للربح، ولم تكن له عيادة خاصة، ولم يكن لديه مورد غير راتبه، والذين يتحدثون عنه يقولون إنه كان يسعى من أول النهار إلى أواخر الليل في مصالح الناس وحوائجهم، وذات مرة في عام 1960 أخذوا من سيارته سماعة الطبيب وجهاز ضغط الدم لتجريده من سلاحه ولا يكون بمقدوره تلبية طلبات المرضى في البيوت، وكانت محاولة من حسان حتحوت مع المرحوم عبدالرحمن العتيقي عند توليه مدير الصحة في 1960 لكنها باءت بالفشل. 
 
وفي ملمح إنساني يدل على نظافة يده وسمعته، تقول الرواية المنشورة إنه استخدم ذات مرة سيارة حكومية من كراج دائرة الصحة لنحو أقل من شهر نظراً لعطل سيارته الخاصة، فبعث برسالة إلى المدير العام للصحة يطلب منه خصم بدل الانتقال عن المدة المذكورة. 
 
جاء الكويت عام 1957 وعمل طبيباً في دائرة الصحة، ولم يذهب إلى مصر طوال السنوات التي أمضاها هنا إلا مرة واحدة سنة 1959، وبعدها وصل إليها ملفوفاً في كفنه محمولاً في نعشه خلال أكتوبر 1972.
 
أنجب أسرة منها طبيبان عملا أيضاً جراحَين في المستشفى الأميري، وهما محمود ومحمد سعيد النجار، وخضعا للإحصاء السكاني العام الذي جرى في أبريل عام 1965.