عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Apr-2020

أثرياؤنا والقتلة الجوالون* رمزي الغزوي

الدستور -

صديقي الذي لم يعتد يوماً على أن يتحرك متراً واحداً بدون حذائه الكبير (سيارته). صار في ظل الحظر الصحي يجوب الحارة والحارات القريبة ماشياً؛ ليتسوق احتياجاته، وهو يئن تعباً، وصارخاً قهراً حين يرى سيارات تمخر الشوارع: يبدو أنني الوحيد الذي لم يحصل على تصريح. أو أنني الوحيد الملتزم من بين الناس.
 
كنت متفائلا بأن يهب أثرياؤنا ويقفون مع وطنهم، الذي يتمرغون في خيره وأمنه ووفرته، وربوا ثرواتهم من خيراته، أن يقفوا مع أهلهم في محنتهم هذه. لكن للأسف فإن الاستجابة ضعيفة وغير مقبولة بالتعاطي مع صندوق همة وطن. مما حدا بالبعض أن يطالب الحكومة باستخدام قانون الدفاع لانتزاع التبرعات منهم انتزاعا. وهذا برأيي غير مقبول. ربما يجب أن نفكر خارج الصندوق لنجعلهم يؤدون واجبهم تجاه بلدهم. 
 
 وفي التوازي مع ذلك، فالحقُّ كلُّ الحقِّ مع الأصوات المطالبة بمحاكمة (القتلة المتنقلين). أولئك الذين نشروا المرض بين الناس، وهم يعرفون أنهم مصابون به، وممنوع خروجهم من معتزلهم ومخالطة الآخرين. يحقُّ لنا أن نسمع بعقوبتهم بعد شفائهم. فهم مجرمون بكل المقاييس والأعراف والأخلاق. فما زلت أستهجن كيف يفكر من ابتلاه الله بالمرض، ثم يرتضي أن يكون بؤرة لانتشاره بين أهله وزملائه وفي بلده؟. كيف واتته القوة لاقتراف جريمته النكراء لا تقل عن جريمة التعمد بالقتل.
 
 واحد من هؤلاء. أصيب بالمرض. وطلب منه أن يبقى في معتزله ولا يخرج منه ووقع على تعهد بهذا. لكنه أخذ سيارته وجاب اسواقا، وخالط الكثير من الناس الآمنين، دون أن يرف له جفن بأنه مع كل نفس من أنفاسه لربما يقتل نفساً أو أنفس. أي جشع هذا تلبسه؟ أية عنجهية أو بلاهة ركبته كي يرش الموت على الناس. 
 
 ولربما سنلتمس للبعض عذر الجهل أو قلة الوعي أو نقص الدراية. لكن كي سنلتمس لمن يمتهنون مهناً طبية. وهم ويعرفون أكثر من غيرهم خطورة هذا المرض وسرعة العدوى به. كيف نلتمس عذرا لمن دار في فلك الإنانية. أو كيف نلتمس عذرا لمن عاد إلى عمله الحساس واحتضن زملاءه. فكيف لنا ألا نطالب بمحاكمته؟